"نحن منعزلون عن العالم"... هذا هو لسان حال نحو 100 ألف مواطن، يقطنون رفح والشيخ زويد، أكبر مدينتين في محافظة شمال سيناء، التي تشهد عمليات عسكرية شبه مستمرة، تنفذها قوات الجيش المصري لتصفية العناصر "التكفيرية"، وتدمير البؤر "الإرهابية".

معاناة سكان المدينتين تأتي نتيجة اتخاذ الدولة إجراءات احترازية، لتجنب عمليات التفجير، ومنع التواصل بين العناصر "الإرهابية"، أبرزها قطع خدمتي الإنترنت واتصالات الهواتف المحمولة.

Ad

معظم سكان رفح والشيخ زويد لا يعرفون ما يدور من أحداث خارج حدود المدينتين، إلا من خلال بعض الأهالي الذين يتنقلون ذهاباً وإياباً إلى مدينة العريش، الأكثر استقراراً من الناحية الأمنية، وتبقى الهواتف الأرضية الوسيلة الوحيدة للتواصل في ظل تعطل شبكات المحمول منذ سنوات.

بعض القرى التي تشهد مواجهات، لا أحد يستطيع زيارتها، إذ تم إغلاق الطرق المؤدية إليها، ومُنعت السيارات من دخولها، ويؤكد سكان في رفح والشيخ زويد لـ"الجريدة": "نسمع تحرك الآليات العسكرية ونحدد اتجاهاتها، وكذلك نسمع أصوات الطائرات بنوعيها (إف16 والزنَّانة ـ طائرة بدون طيار)، ودوي انفجارات، وأعيرة نارية تنطلق في نطاق غرب رفح وتحديداً قرى (ياميت والوفاق ودوار سليم وبلعا).

أحد سكان الشيخ زويد يُدعى أبوخالد قال لـ"الجريدة": "حتى إمكانية متابعة الأخبار عبر شاشات التلفزيون باتت منعدمة، لأن الكهرباء مقطوعة تماماً منذ فترة طويلة، وعندما يقوم أحد معارفنا بزيارة العريش، نتجمع حوله لنعرف ما شاهده أو ما نُقل إليه من معلومات متداولة على لسان الأهالي، وبخلاف ذلك نعيش في عزلة عن العالم".

وواصل أبوخالد: "الميزة الوحيدة التي لمسناها خلال الشهرين الأخيرين، هي تشغيل مكتب بريد الشيخ زويد الرئيسي، عبر توفير جهاز يلتقط الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، وتوفير مولد كهربائي للمكتب، ما مكَّن الأهالي من إرسال واستقبال الحوالات البريدية، كما سمعنا أنه تم السماح بإدخال كميات من مواد البناء، مثل الأسمنت والحديد إلى الشيخ زويد، والتي كانت ممنوعة منذ عامين".

مواطنون آخرون لفتوا إلى أنه حال وقوع إصابات بين المواطنين، يتم نقلهم إلى المشافي بسيارات الأهالي، فلا إمكانية للتواصل مع عربات الإسعاف، بينما يشكو كثيرون من أنهم يذهبون إلى العريش بعد رحلة عناء طويلة تشمل الخضوع للتفتيش في عدة كمائن.