لا تزال الساحة السياسية اللبنانية «تعيش» على وقع الكلام الأخير للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. وفي أول رد سمي على نصرالله أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في عيد الأمن العام، أمس، أن «العيد هذا العام مميز وفي لحظة التفاف وطنية حول العلم الواحد والجيش الواحد والسلاح الواحد الذي لا رديف أو مساو له، فالإنجازات التي تحققت في معركة فجر الجرود هي نقطة تحول في مسيرة الأمن في لبنان وتحيل على التقاعد كل معادلات رُكِّبت في هذا الظرف السياسي أو ذاك (في إشارة إلى المعادلة الرباعية التي ركبها نصرالله في كلامه)». واعتبر أن «قدرنا أن نبقى مؤمنين بخيار دولة المؤسسات وحرية التعبير وتقبّل الرأي الآخر والشراكة والمتكافئة ومساحة للاعتدال»، لافتاً إلى أنه «من المطالبين والساعين في سبيل تكامل أمني بين كل الأجهزة والجيش، وحققنا في هذا المجال قفزات كبيرة، ونعد بالمزيد مع قائد الجيش العماد جوزيف عون». وأشار المشنوق في كلمته إلى أنّ «اللواء (عباس) إبراهيم (المدير العام للأمن العام اللبناني) معمرجي (بنّاء) بأفكار جديدة، كل يوم ومدمن مفاوضات من أجل مصلحة لبنان، فقدم الأمن العام نموذجاً في الأمن الاستباقي لمواجهة الإرهاب».

كما أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال كلمته، أمس، أننا «نتهيّأ لاحتفال وطني قريب بتحرير بقعة غالية على حدودنا الشرقية من التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار»، قائلاً: «كما تحررت الجرود على حدودنا الشرقية نتطلع إلى تحرير ما تبقى من أرض الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي فيكتمل ما نقص من سيادة لبنان».

Ad

ونوّه عون بدور اللواء عباس إبراهيم و»بالنجاحات التي حققها في مهمّات حساسة وملفّات أمنية دقيقة»، لافتاً إلى أنّ «الاحتفال بالعيد الـ72 للأمن العام يؤكد على ارتقاء المؤسسة بعملها وجهوزيتها الدائمة وأصبحت نموذجاً يحتذى به».

وألقى اللواء إبراهيم كلمة في المناسبة، أكد فيها أن «سعادتنا منقوصة ما دام هناك رفاق لنا مصيرهم مجهول ولن نرتاح ولن نستكين قبل أن نكشف مصيرهم وأصبحنا على مقربة من هذا الامر»، لافتاً إلى أن «ما أنجزه الأمن العام هو إنجاز وطني عام للدولة وكل اللبنانيين».

وقال: «سيبقى الأمن العام قوة ضاربة للإرهاب أينما حل، ومهما كانت هويته»، مشدداً على «أننا لسنا هواة مغامرات ولن نقبل ولن نسمح بأي خطر يمسّ لبنان».

في سياق منفصل، وفي إطار عملياتها الأمنية الاستباقية، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، أمس، المدعو حسن حمد الحسن وأحالته إلى القضاء المختص، لانتمائه إلى تنظيم «داعش» وعمله أمنياً ولوجستياً، وتكليفه من قبل قياديين في التنظيم بالتحضير لاغتيال أحد كبار ضباط الجيش اللبناني، بواسطة عبوة ناسفة أو عملية قنص، وقد قام بمراقبة محيط منزل الضابط، كما عمل على تأمين الأسلحة والمتفجرات اللازمة لتنفيذ هذه العملية، ولتنفيذ أعمال إرهابية أخرى تستهدف الداخل اللبناني.

وأفادت قيادة الجيش– مديرية التوجيه، في بيان، أن «الحسن قام بتشكيل خلية أمنية تابعة للتنظيم المذكور بهدف التخطيط والإعداد لتنفيذ المخطط الإرهابي، وعمل بتكليف من مشغّليه في الرّقة على تحضير عبوات ناسفة لاستخدامها في تنفيذ تفجيرات تستهدف آليات ومراكز الجيش اللبناني، وكذلك لتنفيذ تفجيرات في عدة قرى شمالية، وطلب منهم تأمين حزام ناسف لتنفيذ عملية انتحارية، وقام بتزويد أحد القياديين في التنظيم المذكور في جرود عرسال بمعلومات حول استعدادات الجيش اللبناني لمعركة فجر الجرود».

وقال مصدر أمني لـ«الجريدة»، أمس، إن «الضابط المستهدف هو أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء سعد الله الحمد».