ثلاثة أيام قضيتها متنقلاً بين القرى والأرياف في الشمال التركي، بعيداً عن المدن والشوارع والأسواق. أما شبكة الإنترنت فألتقي معها لقاء العشاق؛ لقاء سريعاً مرتبكاً لا يدوم أكثر من دقائق معدودات.

وفي الدقائق تلك، أتلصص على موقع هذه الجريدة، وأنتظرها تأتيني محملةً بالأخبار، كما كان يفعل العرب مع القوافل. ولم أجد مع رواة القافلة موضوعاً أهم من موضوع الوافدين. لكني لم أتبين تفاصيل هذا الموضوع حتى اللحظة، لضيق ذات الإنترنت، لذا لن أخوض فيه، ولن أغوص في بحره، إنما هي خطوات على شاطئه.

Ad

ومعلوماتي عن هذا الموضوع تملأ الخرج وتغطي المرج. إذ تسجل ذاكرتي امتلاء سفارات الكويت بالأجانب، وبعضهم في مناصب ومواقع مهمة، وكذا امتلاء الوزارات الحساسة، كالعدل والصحة والداخلية والدفاع، بإخوتنا الوافدين، وهو ما لا تفعله أي دولة محترمة، تخشى على معلومات شعبها وأسراره.

وسيطر بعض الوافدين على مكاتب كبار المسؤولين في البلد، وتمددت سلطاتهم، وهذا البعض غالباً يتم انتقاؤه والتقاطه بملقط اللص، إذ يحرص المسؤول الكويتي على ألا يطلع أي مواطن على "سوالفه"، فيختار وافداً يعمل بوظيفة "البصاص" أو "الناضورجي"، الذي يقف على ناصية الشارع ليحذر المعلم، تاجر المخدرات، في حال شاهد سيارة شرطة أو ما شابه.

على أن من يزعم عدم حاجة الكويت إلى الوافدين كاذب لا يُرجى صدقه، ومدلس لا تُنتظر صراحته، وما أكثر الشرفاء من إخوتنا الوافدين، لكن الوضع العام يدفع الصالح إلى الفساد، والمعتدل إلى الميل.