«الوسطية»... ما زلنا ننتج إرهابيين!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
نعم، هناك أيادي استخبارات تتلاعب بتلك التنظيمات الإرهابية، وتستخدمها لمصالحها السياسية، ولولا التنظيمات الإرهابية لما استطاعت إيران أن تتغلغل بهذه السرعة، وتتمدد في العراق، ولولا أيضاً وجود "داعش" لما استطاع نظام الأسد في سورية أن يخمد الثورة السورية الوطنية، وينجو من جرائمه، ويبقى في الحُكم، ويحصل على دعم دولي مباشر وغير مباشر.وأيضاً، لولا وجود الفكر المتطرف وتجذره في العقول، لما استطاع أحدٌ أن يجند هؤلاء الشباب، ليستخدمهم في تحقيق أجنداته الخاصة. الحقيقة، أن كل كلام المسؤولين المسلمين عن الإصلاح الديني والوسطية ومحاربة الفكر المتطرف، هو كلام بلا مضمون، فالمناهج التربوية، كما هي، تُعلي قيم القتال وتُمجد الغزوات والفتوحات على حساب قيم التسامح والمحبة في الإسلام، ومازال الخطاب الديني متغلغلاً في الحياة السياسية دون تجريم، وخطاب الدُعاة ملتبساً وغير صارم تجاه أفكار التطرف.الواضح أن مجتمعاتنا مازالت تنتج الإرهابيين، ومازالت غير قادرة على إطلاق عملية كبرى وجريئة لتحديث وإصلاح الفكر الإسلامي، كما أن النظم السياسية مازالت تعتمد في وجودها وشرعنة بقائها في السلطة على الخطاب الديني، وليس على ما وصلت له البشرية من أسس الدولة المدنية الحديثة. لذا، فإن الأمة الإسلامية مقبلة على مزيد من المواجهات مع العالم، والتي ستكون نتائجها المزيد من الخسائر والمعاناة للمسلمين حول العالم وفي أوطانهم.