الحوثي يفشل في محاصرة صالح... و«المؤتمر» يحذر من الفتنة

• مقتل 5 حوثيين ومدير مكتب حزب الرئيس السابق... وحشد متبادل للمسلحين جنوب العاصمة
• «أنصار الله» تمنع «المؤتمرين» من مغادرة صنعاء والصماد يزيح القيادات الموالية للمخلوع

نشر في 27-08-2017
آخر تحديث 27-08-2017 | 21:45
يمنيون يترحمون على قتلى سقطوا  اليوم  الأول في صنعاء   (إي بي أيه)
يمنيون يترحمون على قتلى سقطوا اليوم الأول في صنعاء (إي بي أيه)
باءت محاولة حوثية لفرض حصار على منزل الرئيس اليمني السابق علي صالح، في العاصمة صنعاء، بالفشل، وتسببت في اشتباكات غير مسبوقة مع عناصر "الحرس الجمهوري" الموالي له أوقعت 5 قتلى في صفوف الحوثيين، فضلاً عن مقتل مدير مكتب حزب المؤتمر، في وقت يخشى من اندلاع مواجهة شاملة على سكان المدينة.
خيم التوتر على صنعاء، اليوم ، غداة اشتباكات دامية، اثر فشل محاولة الميليشيات الحوثية محاصرة منزل الرئيس السابق علي صالح، جنوب العاصمة اليمنية.

وعاش سكان صنعاء، ليلة رعب، مع تطور خلافات شركاء الانقلاب على حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى اشتباكات مسلحة، مساء اليوم الأول، في وقت قام الطرفان بحشد مسلحيهم باتجاه منزل صالح وأحد أبنائه بجولة المصباحي وحي حدة السكني وميدان السبعين والمناطق المحيطة بها.

واندلعت الاشتباكات بعد محاصرة الميليشيات الحوثية، منزل الرئيس السابق، وإقدامها على استحداث نقاط تفتيش في محيطه، وأخرى في محيط منزل نجله أحمد، وهو ما رفضته عناصر حراسة المنزلين.

وأسفرت المواجهات المسلحة بين العناصر الحوثية وقوات "الحرس الجمهوري" الموالية لصالح عن سقوط 5 قتلى من الحوثيين، بالإضافة إلى مقتل مدير مكتب "المؤتمر" خالد الرضي.

ولقي الرضي مصرعه برصاص قناص حوثي أثناء الاشتباكات بين الطرفين في جولة المصباحي بحي حدة الراقي جنوبي صنعاء، حيث كان برفقة نجل صالح.

واعترفت وكالة الأنباء الخاضعة لسيطرة الحوثيين بسقوط قتلى ممن تسميهم أفراد "اللجان الشعبية". وأرجعت ذلك إلى هجوم تعرضت له نقطة أمنية بجولة المصباحي.

ورغم إعلان الانقلابيين أنه تم احتواء الوضع وإرسال لجان وساطة للتهدئة، بعد إزالة نقطة التفتيش التي أقامها الحوثيون، إلا أن سكاناً محليين أكدوا أن الأوضاع قابلة للاشتعال في أي وقت، مع مواصلة تدفق المسلحين إلى منطقة الاحتكاك القريبة من منزل أحد أبناء الرئيس السابق بالعاصمة.

تزامن ذلك، مع تقارير أفادت بأن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران أصدرت تعميما بمنع صالح وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء.

وبحسب المصدر، فإن من بين القيادات التي تم تعميم اسمائها بالمنع من المغادرة تشمل الرئيس المخلوع وأبناءه ونجل شقيقه طارق محمد صالح وكل أفراد أسرته، وكذلك رئيس مجلس النواب يحيى الراعي والأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا وياسر العواضي وعصام دويد وعبدالملك الفهيدي ومحمد المسوري وعادل الشجاع، وقيادات قبلية موالية لصالح، بعضها يقيم خارج العاصمة.

وبحسب المصادر، فإن التوجيهات صدرت صريحة إلى "اللجان الشعبية" باعتقال أي قيادي مؤتمري يسعى إلى الدخول أو الخروج من صنعاء.

ونقلت التقارير عن مصادر قولها إن رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، أصدر قراراً بعزل 29 ضابطاً من أنصار الرئيس السابق، في وزارتي الدفاع والداخلية وفي أمن المحافظات الخاضعة لسيطرة المتمردين.

وأمر الصماد بتعيين ضباط مواليين للحوثيين بدلاً عن المقالين.

وذكرت المصادر أن التغييرات شملت رؤساء دوائر في الداخلية والدفاع ومديري أمن المحافظات، ورؤساء هيئات ومؤسسات أمنية وعسكرية.

كما شنت الميليشيات الحوثية في صنعاء حملة اعتقالات ضد أنصار الرئيس السابق. وطالب القيادي الحوثي نصر الدين عامر، بإعدام صلاح، نجل صالح، الذي حمله مسؤولية الاعتداء على "أفراد الأمن وانتهاك النظام والقانون".

استفزاز وفتنة

في المقابل، أكدت مصادر في حزب "المؤتمر" الذي يتزعمه صالح أن هناك "عملية استفزاز كبيرة" من قبل الحوثيين للرئيس السابق وأتباعه. وتوعدت قيادات في حزب صالح بـ"ألا تمر حادثة مقتل الرضي مرور الكرام"، ودعت أنصارها إلى الاستعداد وتجهيز السلاح لمواجهة الحوثيين.

وتوافد، اليوم ، المئات من قبيلة حاشد إلى منزل الرضي الذي لقي حتفه برصاص الحوثيين. واجتمع زعماء القبائل مع "مسلحي حاشد" في منزل الرضي، مقدمين واجب العزاء.

وجاء تدفق أبناء ومسلحي قبيلة حاشد في ظل قيام مسلحي الطرفين بالتمركز أعلى اسطح بنايات بمناطق الاحتكاك بينهما في صنعاء.

وأصدر حزب "المؤتمر" بيانا نعى فيه فقيده، وندد بتعرضه للغدر من جماعة "لا تعرف العهود، رغم انها تتبع الأجهزة الأمنية"، في إشارة إلى "اللجان الشعبية الحوثية". وطالب حزب صالح "المجلس السياسي" للانقلابيين، بفتح تحقيق عاجل وتقديم الجناة إلى القضاء، محذرا من اندلاع فتنة وتكرار الحادث في حال السكوت على جريمة الرضي.

وتزامن ذلك مع استمرار التهديدات والاتهامات المتبادلة بين حليفي الانقلاب التي بدأت منذ 10 أيام، قبل التحشيد المتزامن، الخميس الماضي، ليتطور إلى استعراضات عسكرية، حيث تحدت ميليشيات الحوثي حشد شريكها الأساسي في الانقلاب صالح في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، باستعراض قوتها العسكرية في ذات الميدان الذي أقام فيه فعاليته، وعقب ساعات قليلة من انتهائها.

ويهدد اشتعال الصراع بين طرفي الانقلاب حياة أكثر من 3 ملايين ونصف المليون نسمة، هم سكان صنعاء الذين يعانون الأمرين في ظل سيطرة الانقلابيين على العاصمة منذ سبتمبر 2014.

تفكيك وغارات

من جهة أخرى، فككت القوات الحكومية عصابة تعمل لصالح المتمردين، متخصصة بزرع الألغام والمتفجرات على طرقات مدينة المخا وريفها. وقال مصدر عسكرى إن منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية اعترضت، مساء اليوم الأول، صاروخا باليستيا هو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة فوق المخا.

وأعلنت مصادر عسكرية ميدانية وطبية، مقتل 12 من عناصر المتمردين في غارات لمقاتلات "التحالف العربي" غربي تعز، فيما تمكنت القوات الموالية للحكومة من صد هجوم عنيف للمتمردين على منطقة يعيس بمديرية مريس شمالي الضالع.

من جهة ثانية، ترأس الرئيس هادي، اليوم ، بالعاصمة السعودية الرياض، اجتماعاً بمستشاريه، بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، ورئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.

مساعدة أردنية

على صعيد منفصل، أرسل الأردن، اليوم ، طائرة محملة بنحو 15 طناً من المواد الإغاثية والغذائية والمستلزمات الطبية كمساعدات طارئة إلى اليمن، الذي يواجه خطر المجاعة ووباء الكوليرا.

الأردن يرسل طائرة مساعدات طارئة إلى اليمن... والتحالف يعترض باليستياً ثانياً فوق المخا
back to top