في وقتٍ لم يتم تحديد موعد توقيع العقود النهائية بين مصر وروسيا، بشأن إنشاء محطة "الضبعة النووية" على الساحل الشمالي الغربي لمصر، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم ، رئيس المؤسسة الروسية الوطنية للطاقة النووية (روس أتوم)، أليكسي ليخاتشوف، بحضور وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمد شاكر، لمناقشة تفاصيل إنشاء أول محطة نووية مصرية، لأغراض سلمية وتوليد الكهرباء.

ورحب الرئيس المصري بالمسؤول الروسي، وبحسب بيان للرئاسة المصرية، فإن السيسي أكد تطلع بلاده للتعاون مع مؤسسة "روس أتوم" في إنشاء المحطة النووية لتوليد الكهرباء بالضبعة، وأن يمثل هذا المشروع رمزاً جديداً للصداقة والتعاون بين مصر وروسيا، آخذاً في الاعتبار ما تتمتع به المؤسسة الروسية من خبرة كبيرة وسمعة عالمية في هذا المجال، وشدد على حرص القاهرة على البدء في تنفيذ المشروع والانتهاء من العقود الخاصة به قريباً.

Ad

من جهته، عبّر المسؤول الروسي عن تقديره للتعاون والاتصالات القائمة مع الجانب المصري بشأن تنفيذ مشروع محطة الضبعة، مؤكداً الأهمية الكبيرة التي توليها مؤسسة "روس أتوم" لتنفيذ هذا المشروع، وكشف عن تطلع المؤسسة الروسية للبدء في التنفيذ في أقرب وقت.

فيما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إنه تم خلال اللقاء استعراض الموقف النهائي لعقود تنفيذ مشروع المحطة النووية، دون أن يحدد موعداً للتوقيع النهائي، حيث كانت القاهرة وقعت قرضاً روسياً بقيمة 25 مليار دولار نوفمبر 2015، لتمويل إنشاء المحطة، التي ستقام بخبرة روسية على أرض مصرية.

النجم الساطع

القاهرة الحريصة على علاقتها بالشرق، لم تهمل الغرب، إذ بدا أن مصر وأميركا حريصتان على تجاوز أزمة حجب، وخفض جزء من المعونة الأميركية لمصر والمقدرة إجمالاً بـ1.3 مليار دولار، والذي أعلنته واشنطن الأسبوع الماضي، بعدما علمت "الجريدة" أن المناورات العسكرية "النجم الساطع" بين قوات الجيشين المصري والأميركي، ستنطلق بالأراضي المصرية 10 سبتمبر المقبل، وتستمر مدة 10 أيام، بمشاركة عناصر من 10 دول أجنبية.

وتعد مناورات "النجم الساطع" واحدة من أبرز أوجه العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، حيث توقفت منذ عام 2009، بسبب الأحداث التي مرت بها مصر منذ ثورة 2011، وكان من المفترض أن تعود في نهاية عام 2013، لكن ثورة "30 يونيو" التي أطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي، أدت إلى مرحلة من التوتر بين القاهرة وإدارة الرئيس باراك أوباما، تم تخطيها مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم في يناير الماضي.

وقال مصدر مصري مسؤول لـ"الجريدة" اليوم ، إن "المناورات توقفت مدة 8 سنوات وستعود بقوة، وهي تمثل أكبر تدريبات عسكرية أميركية في العالم، وتُجرى كل عامين"، والتدريبات العسكرية المشتركة بدأت عام 1980، اثر اتفاقية السلام مع إسرائيل، بهدف تعزيز العلاقات بين القوات المسلحة المصرية والقيادة المركزية للولايات المتحدة.

وذهب الخبير الاستراتيجي اللواء عبدالرافع درويش إلى أن عودة مناورات "النجم الساطع" تأتي بناء على رغبة الجانبين، وأن هناك حاجة مصرية- أميركية مشتركة في عودة العلاقات إلى مستوى الزخم المفقود، خلال فترة الإدارة الأميركية السابقة، فيما قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي لـ"الجريدة"، "واضح أن هناك رغبة ملحة من جانب إدارة ترامب، في الانقلاب على سياسة سلفه أوباما، فيما يتعلق بالتعاطي مع مصر، إذ تدرك إدارة ترامب دور القاهرة في الحرب على الإرهاب".

إحراج شكري

في غضون ذلك، وقع وزير الخارجية المصري سامح شكري في حرج، بعدما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيزر نويرت، أن القاهرة كانت على علم بمسألة حجب وخفض بعض المساعدات، وأن واشنطن أخطرت مصر بالفعل بالقرار بصورة مسبقة قبل إعلانه، بعدما هاتف وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون نظيره المصري الثلاثاء الماضي، وأبلغه نية بلاده تجميد 95.7 مليون دولار، من قيمة المساعدات السنوية لمصر، المقدرة بـ1.3 مليار دولار سنوياً، وتأخير 195 مليون دولار أخرى.

وبدد التصريح الأميركي ما فهم من أن الخارجية المصرية لم تكن على علم بخطوة واشنطن، وهو ما حاولت الوزارة تداركه اليوم ، قائلة في بيان رسمي: "وزير الخارجية سامح شكري تلقى اتصالاً من نظيره الأميركي ريكس تيلرسون مساء الثلاثاء الماضي، وهو في مطار مدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في طريق العودة إلى القاهرة، وأن الاتصال كان بعد صدور القرار الأميركي بالفعل، وقُبيل ساعات بسيطة من إعلانه".

في سياق منفصل، بدأ شكري اليوم ، جولة أوروبية جديدة، تشمل كلا من ألمانيا وبيلاروسيا، ورومانيا، تستهدف تعزيز علاقات مصر مع الدول الثلاث، وإجراء مشاورات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، إن "جولة شكري تبدأ في العاصمة الألمانية برلين، وتستغرق بضع ساعات، يلتقي خلالها نظيره الألماني زيجمار غابرييل، لمناقشة عدد من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة الليبية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وسبل مواجهة الهجرة غير الشرعية".

استنفار «الداخلية»

وقبل حلول عيد الأضحى الجمعة المقبل، أعلنت وزارة الداخلية اليوم ، حالة الاستنفار لتأمين احتفالات العيد، وقررت إلغاء كل الإجازات والراحات للضباط والأفراد حتى انتهاء الاحتفالات، في إطار تطبيق خطة التأمين الاستباقية لأي محاولة إرهابية لتعكير صفو احتفال ملايين المصريين.

وقال مصدر أمني مسؤول، إن وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، اعتمد خطة أمنية قائمة على شقين أساسيين لتأمين الاحتفالات، الأول يتمثل في الضربات الأمنية الاستباقية، سواء على الصعيد الجنائي أو السياسي، بينما يتمثل الشق الثاني في تكثيف الوجود الأمني في أماكن التجمعات.