على وقع تزايد مؤشرات تصدع "تحالف الاضطرار" لانقلابيي اليمن، حاصرت ميليشيات عبدالملك الحوثي منزل الرئيس المخلوع علي صالح، ومنزل أحد أبنائه بصنعاء، في محاولة فاشلة لجس نبض شريكها في الانقلاب، تحولت إلى اشتباكات غير مسبوقة.

وخسرت جماعة "أنصار الله" الحوثية 5 من مقاتليها، عندما حاولت استحداث نقطة تفتيش بالقرب من منزلي صالح ونجله صلاح في حي الحدة الراقي، بعد اشتباكات مع عناصر "الحرس الجمهوري" الموالية للرئيس السابق مساء أمس الأول.

Ad

وغداة الاشتباك غير المسبوق، الذي أسفر عن مقتل القيادي بحزب المؤتمر خالد الرضي، شهدت صنعاء توتراً مع استدعاء كل طرف مسلحيه بجنوب العاصمة، التي تدفق عليها المئات من أبناء ومسلحي قبيلة حاشد، التي يتحدر منها القيادي في حزب الرئيس السابق.

ورغم إعلان الانقلابيين احتواء الوضع، وإرسال لجان وساطة للتهدئة، بعد إزالة نقطة التفتيش، فإن سكاناً محليين أكدوا أن الأوضاع قابلة للاشتعال في أي وقت، مع نشر مسلحين على أسطح بنايات بمناطق الاحتكاك القريبة من منزل صلاح صالح.

وتزامن ذلك مع تقارير عززت أجواء انعدام الثقة بين طرفي الانقلاب، وأفادت بأن الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، أصدرت تعميماً بمنع صالح وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء.

كما تحدثت التقارير عن اتخاذ رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" صالح الصماد قراراً بإقصاء 29 قيادياً من أتباع الرئيس السابق بأجهزة الأمن الموالية للمتمردين، في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، واستبدالهم بآخرين من الموالين للحوثيين.

وشنت الميليشيات الحوثية، في صنعاء، حملة اعتقالات ضد أنصار الرئيس السابق، وطالب القيادي الحوثي نصر الدين عامر بإعدام صلاح، محملاً إياه مسؤولية الاعتداء على "أفراد الأمن وانتهاك النظام والقانون".

في المقابل، طالب حزب صالح "المجلس السياسي" للانقلابيين بفتح تحقيق وتقديم المسؤولين عن مقتل الرضي للمحاكمة، محذراً من اندلاع فتنة في حال التهاون مع اعتداء جماعة "ليس لها عهد"، في إشارة إلى "اللجان الشعبية الحوثية".

وأكدت مصادر في "المؤتمر"، الذي يتزعمه صالح، أن هناك "عملية استفزاز كبيرة" من الحوثيين للرئيس السابق وأتباعه، وتوعدت بـ"ألا تمر حادثة مقتل الرضي مرور الكرام"، داعية أنصارها إلى الاستعداد وتجهيز السلاح لمواجهة الحوثيين.

ويهدد اشتعال الصراع بين طرفي الانقلاب حياة أكثر من 3.5 ملايين نسمة، هم سكان صنعاء الذين يعانون الأمرين، في ظل سيطرة الانقلابيين على العاصمة منذ سبتمبر 2014.