بينما لاتزال تتصاعد دعوات تجديد الخطاب الديني في مصر، من جانب دوائر ثقافية واجتماعية، في إطار مواجهة شاملة تجريها الدولة المصرية ضد الفكر المتطرف، تسعى وزارة الأوقاف المصرية إلى ترجمة تلك الدعوات إلى مبادرات تسعى لتأهيل أئمة المساجد وجعلهم أكثر استنارة وفهماً للنصوص الدينية.وأعلن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، إطلاق برنامج "الإمام المجدد"، وقال إن المبادرة تعد أقوى برنامج تدريبي في تاريخ العمل الدعوي، وأن البرنامج من المقرر أن ينطلق خلال شهر نوفمبر المقبل، على أن تضم مرحلته الأولى 150 إماماً وخطيباً، يتولى تدريبهم علماء دين، ومختصون في علم النفس والاجتماع، وآخرون في فنون التواصل الإعلامي والجماهيري، وعلمي الاقتصاد والسياسة.
وتابع جمعة، خلال بيان أصدرته الوزارة مؤخرا: "البرنامج يعمل على إعداد إمام عصري مستنير قادر على التجديد"، مؤكداً أن الوزارة ستقوم بتقديم مكتبتين شاملتين لكل إمام أو خطيب يتم اختياره في البرنامج، إحداهما علمية وثقافية تضم أهم المراجع والكتب التي يحتاج إليها الإمام، والأخرى إلكترونية شاملة، وأنه سيصاحب البرنامج التدريبي برنامج عملي للخطابة في المساجد الكبرى.وفيما يبدو محاولة لتعميم الفائدة من البرنامج التأهيلي، قال جمعة إن الدفعة الثانية من البرنامج ستتسع لقبول المتميزين من الأئمة والخطباء من مختلف دول العالم، وستكون مدة البرنامج عاماً كاملاً يحصل بعده من يجتاز البرنامج بنجاح على زمالة الأوقاف المصرية، ودورة "الإمام المجدد".واعتبرت عضوة اللجنة الدينية في مجلس النواب، وأستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، آمنة نصير، الخطوة إيجابية، وقالت لـ"الجريدة": "لابد أن نرتقي بها ونعمل على دعمها عبر إضافة مواد أخرى في مجال العلوم الإنسانية"، وشددت على أن الدور الذي يلعبه إمام وخطيب المسجد مهم، ولابد من إخضاعه لدورات تأهيل عديدة تمكنه من أداء دوره المحوري.يشار إلى أن الجامع الأزهر –المرجعية السنية الأولى في العالم– تعرض خلال الفترة السابقة إلى موجة عنيفة من الهجوم من قبل ساسة ومثقفين، على خلفية ما يعتبرونه تباطؤاً في تجديد الخطاب الديني، خاصة في ظل تصاعد العمليات الإرهابية التي يقوم بها متطرفون على خلفية فهم وتأويل خاطئ للنصوص الشرعية، وقد أفتى الأزهر الشريف في وقت سابق بجواز قتل "الدواعش" بوصفهم من المفسدين في الأرض.
دوليات
مصر : «الإمام المجدد» سلاح «الأوقاف» لتأهيل الدعاة
28-08-2017