بعد يومين من اشتباكات غير مسبوقة بين طرفي الانقلاب في اليمن، أفادت شبكة سكاي نيوز عربية، نقلا عن مصادر خاصة، بأن الميليشيات الحوثية وضعت الرئيس اليمني السابق علي صالح، تحت الإقامة الجبرية، في مقر إقامته بالعاصمة صنعاء أمس.وذكرت المصادر أن الحوثيين أبلغوا صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وأخبروه أنهم «غير مسؤولين عن أمنه»، مؤكدة أن صالح بات يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء، وسط حالة غضب واستياء من قيادات حزبه وأنصاره.
كما ذكرت مصادر سياسية في صنعاء أن قيادات في «المؤتمر» تمارس ضغوطا على صالح لفض الشراكة مع الحوثيين.وكانت الميليشيات الحوثية فشلت أمس الأول في محاصرة منزل صالح، وتخلت عن نقاط تفتيش حاولت استحداثها في محيطه، بعد اشتباكات غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 6 بينهم قيادي مؤتمري.كما كشفت تقارير أن الميليشيات أصدرت تعميما بمنع صالح وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء.
فرض الطوارئ
من جانب آخر، طالبت قيادات في ميليشيات الحوثي بإعلان حالة الطوارئ لمواجهة من سموهم «الطابور الخامس»، مع تصاعد التوتر والخلاف مع حزب الرئيس السابق.وقال القيادي حمزة الحوثي إن إعلان حالة الطوارئ أصبح ضرورة، ومن يمانع في ذلك «يعد مخالفا لدستور الجمهورية»، داعيا إلى ملاحقة حرس نجل صالح، الذين اشتبكوا مع نقطة حوثية قرب منزله، في وقت يعتقد أن الاستعجال الحوثي بإعلان الطوارئ سيؤجج حالة انعدام الثقة مع حليفها، وسيعجل من اشتعال الاحتقان المكتوم، في ظل معارضة نواب حزب «المؤتمر»، لاعتبارها خطوة تستهدفهم.مكالمات ومخططات
في هذه الأثناء، تداولت المواقع اليمنية الإخبارية تقارير عن رصد الحوثيين مكالمات للرئيس السابق كشفت تخليه عن تحالفه معهم، وتناولت مخططات كان ينوي تنفيذها في ميدان السبعين بمساعدة القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من «التحالف العربي». وجاء في التقارير أن الميليشيات تمكنت من إحباط مخطط صالح بعد تلقيها تعليمات من النظام الإيراني مفادها التخلص من الرئيس السابق قبل أن يقضي عليهم.في سياق متصل، اتهمت صحيفة الحوثيين، في عددها أمس، قيادات مؤتمرية بالتهرب من دفع 382 مليون ريال، مستحقات زكاة فلل وعقارات بمديرية السبعين بصنعاء.ويتبادل الطرفان الاتهامات بالفساد، ونهب الإيرادات في كل وزارة ومؤسسة يسيطر عليها كل طرف، ويرفضون صرف رواتب الموظفين منذ سبتمبر 2016.في هذه الأثناء، دعا مجلس نواب حكومة الانقلابيين، على لسان رئيسه يحيى الراعي حليفي الحرب والانقلاب، إلى عدم «الانجرار إلى ما لا تحمد عقباه».وقال الراعي إن هناك من راهن على تفجير الوضع في صنعاء قبل احتفال «المؤتمر» بذكرى تأسيسه في ميدان السبعين بصنعاء الخميس الماضي، مضيفا: «الرهان خسر وعلى الشريكين عدم إعطاء تصريح للموالين للرياض بدخول صنعاء بسبب خلافاتنا».ودعا الراعي رئيس ما يسمى بـ«المجلس السياسي» ورئيس حكومة الانقلابيين ووزيري الداخلية والدفاع في الحكومة الانقلابية إلى التحقيق فيما حصل مساء السبت الماضي من اشتباكات مسلحة في حدة بمحيط منزل صالح.استغلال الصراع
إلى ذلك، رأى وزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن الضرورة تقتضي العمل من أجل أن يسهم الصراع الدائر حاليا بين طرفي تحالف الانقلابيين في صنعاء، الميليشيات الحوثية وحزب «المؤتمر» بزعامة الرئيس السابق علي صالح، في تقصير أمد الصراع باليمن لمصلحة البلاد.وحذر الوزير، الذي تعد بلاده أبرز المشاركين في «تحالف دعم الشرعية»، الذي تقوده السعودية، من أنه في حال أخضعت جماعة «أنصار الله» الحوثية، المدعومة من إيران، حزب الرئيس السابق فإن ذلك سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع في البلاد.وقال قرقاش أمس على «تويتر»: «التقارير الواردة من صنعاء تنبئ بانفجار خطير في العلاقة بين المؤتمر والحوثي، المهم تجيير الوضع لمصلحة اليمن ونحو الخروج من أزمة الانقلاب».وأضاف: «أولوية السلام في اليمن والإغاثة الإنسانية في الشمال مرتبطة بالتطورات المتسارعة في صنعاء، إخضاع الحوثي للمؤتمر بمنزلة استمرار للأزمة»، متابعا: «الواضح أن الحوثي هو العقبة أمام الحل السياسي والمبادرات الإنسانية، المواجهة القادمة في صنعاء قد تقصر الأزمة أو تطيلها، نسعى للخيار الأول».فشل ونهاية
في السياق، قال الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في تغريدة على «توتير»، إن «خطة إعادة النظام القديم باليمن انهارت، وما كان لها أن تنجح، وتكلفتها على المملكة باهظة، فالحوثي هو التهديد الاستراتيجي».وأضاف: «النظام العربي القديم انتهى ولن يعود، بديله الطبيعي هو أنظمة تعددية ديمقراطية»، محذرا من أن معاندة التعددية «افضت للفوضى والتطرف والحروب وبالطبع تمدد نفوذ إيران».وفي معرض حديثه عن الشأن اليمني، دافع خاشقجي عن التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن».يشار إلى أن السلطات السعودية سمحت لخاشقجي بالعودة إلى الكتابة عبر «تويتر»، والصحف، بعد إيقاف استمر قرابة العام.مقتل سعوديين
على صعيد آخر، قتل جنديان سعوديان في معارك مع المتمردين على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن عند نجران.وكانت وسائل إعلام سعودية ذكرت الأربعاء الماضي أن 8 جنود سعوديين قتلوا في مواجهات بنجران بين الجيش السعودي والميليشيات الحوثية، مضيفة أن القوات السعودية صدت هجوما للميليشيات قبالة حدود نجران، نتج عنه قتل عدد من عناصرها وتدمير معداتهم.وارتفع عدد قتلى المملكة عند الشريط الحدودي إلى 67 عسكريا منذ 10 مايو الماضي.