رغم الإعلان الرسمي عن وفاة العسكريين اللبنانيين المخطوفين، الذي نقله المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى أهاليهم في ساحة «رياض الصلح» أمس الأول، بقيت عيون اللبنانيين شاخصة في اتجاه آخر خيوط الأمل الرفيعة المعلّقة على صدور نتائج فحوصات الحمض النووي للجثث، التي تم العثور عليها بناء لاعترافات مسلحي تنظيم «داعش»، لإسدال الستار على أغرب وأشدّ قضايا اللبنانيين ألماً ومعاناة على مدى ثلاثة أعوام.

وتوجه عدد من أهالي العسكريين، أمس، إلى المستشفى العسكري، حيث تم إجراء الفحوصات، وأعلنوا أنهم «طلبوا منا فحوصات جديدة وصوراً للأسنان من أجل كشف الحقيقة سريعاً». وأوضحوا أن «المعلومات تضاربت حتى وصلنا إلى وجود 8 جثث لكن الموضوع، الذي حيرنا وجـــود صــــورة طفــل بينهـــم»، مؤكدين «أننــا لا نزال نعتبر العسكريين مخطوفين وننتظر انتهاء الفحوصات لتحديد هوية الجثث التي عثر عليها».

Ad

ولفتوا إلى أن «هناك قطبة مخفية لم تطلعنا عليها السلطات خصوصاً أن معلوماتنا تفيد بأن العسكريين الثمانية لم يكونوا كلهم معاً».

في السياق، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري في بيان، أمس، أن «الحكومة اللبنانية، وبعد التداول مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ستعلن يوم حداد وطني فور التأكد من نتائج فحص الحمض النووي للجثامين الثمانية، ويوم تضامن مع الجيش ومع أهالي الشهداء».

وقال الحريري: «إذا كان اليوم هو يوم لانتصار لبنان على الإرهاب وطرد تنظيماته، فإنه أيضاً يوم لتحية قيادة الجيش، التي تحملت مسؤولياتها بكل جدارة واستحقاق، وخاضت واحدة من أشرف المعارك الوطنية، ويوم لتكريم الشهداء الذين سطروا بدمائهم صفحة مجيدة من صفحات الدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته».

في موازاة ذلك، رد اللواء إبراهيم على الدعوات إلى الانتقام من «داعش» وعلى انتقاد انسحابهم السهل والآمن من الجرود، فقال في حديث إذاعي، أمس، إنه «ليس علينا المعاملة بالمثل، نحن دولة لا تمارس القتل والانتقام، والجيش عندما انطلق في مهمته كان لهدفين: تحرير الجرود وكل التراب اللبناني والثاني كشف مصير العسكريين المفقودين التسعة، ولم تكن مهمته القتل، ومواجهة العدو جزء من تنفيذ المهمة وليست الهدف»، مشيراً إلى «أننا نخضع للاتفاقات الدولية ومقتضيات القانون الدولي وقبل كل شيء للقانون الإنساني. قد يقول البعض، إن هؤلاء ليسوا بشراً، كلا إنهم بشر ومضللون وأخطأوا وارتكبوا جرائم في حقنا، إنما ما يفرقنا عنهم أن نكون في هذا الموقف».

كما لفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، إلى «تكامل بين النظام السوري وحزب الله من جهة وداعش من جهة أخرى، مستعيناً بكتاب جبران خليل جبران العواصف وقصة الشيطان فيه».

وسط هذه الأجواء، يستعد الرئيس الحريري الموجود خارج البلاد، لزيارة فرنسا. وقد أعلن قصر الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيستقبل الحريري في الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة المقبل، ونتيجة سفر رئيس الحكومة، لن تعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع.