في واحد من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم، يؤدي نحو مليوني مسلم، هذا الأسبوع، مناسك الحج في مدينة مكة المكرمة، قادمين من مختلف بقاع الأرض لإتمام واجبهم الديني والقيام بـ"رحلة العمر".

وتجري مناسك هذا العام في ظل عودة الحجاج الإيرانيين بعد غيابهم العام الماضي، وفي خضم أزمة دبلوماسية كبرى في الخليج وخسارة تنظيم "داعش" بعض مناطق سيطرته في العراق وسورية.

Ad

وقال مدير شؤون الحج والعمرة عبدالمجيد الأفغاني: "نتوقع وصول نحو مليوني حاج هذا العام". وصرح المدير العام للجوازات السعودية اللواء سليمان اليحيى، خلال مؤتمر صحافي لإعلان آخر تطورات موسم الحج، إن عدد الحجاج وصل إلى أكثر من مليون و735 ألفاً حتى ظهر أمس، بارتفاع 418 ألفاً، مقارنة بالعام الماضي.

وأعلنت المديرية العامة للجوازات معاقبة 18 سعودياً ومقيماً نقلوا حجاجاً من دون تصاريح بالسجن والغرامة والتشهير وترحيل المقيمين منهم، إضافة إلى مصادرة وسيلة النقل التي استخدمت في نقل الحجاج، داعية المواطنين والمقيمين كافة إلى تجنب نقل الحجاج من دون تصاريح، لتفادي العقوبات المترتبة على ذلك.

ويعود الحجاج الايرانيون هذا العام الى السعودية لاداء مناسك الحج، بعد حادثة التدافع في عام 2015، التي تسببت في مقتل 2300 شخص، في أكبر كارثة بشرية في تاريخ مواسم الحج.

ومن بين هؤلاء، لقي 464 ايرانيا حتفهم ما دفع السلطات الايرانية الى انتقاد اجراءات التنظيم السعودية. يضاف الى ذلك قطع العلاقات بين طهران والرياض في يناير 2016، إثر مهاجمة السفارة السعودية في العاصمة الايرانية، احتجاجا على اعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في المملكة.

وأدت حادثة التدافع والازمة الدبلوماسية الى غياب الحجاج الايرانيين عن شعائر العام الماضي، إلا أن طهران والرياض اوضحتا انهما تريدان انهاء هذه المقاطعة واعادة فتح الباب امام الايرانيين للحج.

في مطار جدة، يسير الحجاج قرب بعضهم البعض في مجموعات، وعينهم على الحجاج المرافقين لهم، خشية فقدان احدهم. ويحمل بعض الحجاج مآسي الحروب والهجمات التي تعصف بعدد من الدول المجاورة، وبينها سورية والعراق، في قلوبهم ودعواتهم.

وبلغت هذه الهجمات اوروبا في السنوات الماضية. لكن بالنسبة الى فاطمة الاتية من بربينيون في جنوب فرنسا، فان هذا التهديد لا يبدد فرحتها بالتواجد في مكة.