آمال : أبشع من الرمادي
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
والسؤال المحير: أين ينتشر اللون الرمادي في باريس بالضبط؟ في المباني؟ أم هو لون الأرض؟ باريس التي شاهدتها، على مهلٍ من أمري، أرضها خضراء، ما عدا الأسفلت، ومبانيها ملونة متينة تشي بالقوة والثبات، لا الحزن والهموم، فمن أين جاءت تلك التسمية الظالمة؟ما علينا. لنعد إلى البيوت والنوافذ في المدن الخليجية... بالله عليكم، أو بالله علينا، لمَ نحرص على الإكثار من النوافذ، والتفنن في تصميمها؟ ما الذي سوف نشاهده إن مددنا النظر من خلال نوافذ بيوتنا؟ سنشاهد أزقة ملونة، وشرفات مكتظة بالورود، ومباني عتيقة تحدثنا عن التاريخ والمعارك التي جرت حولها، ونهراً يتبدى من هناك، وشلالاً صغيراً خلف بيت "بو جراح"؟ لا يا عزيزي، لن نشاهد إلا عبدالمانع وهو يعدّل عقاله، قبل أن يدير محرك سيارته متجهاً إلى مقر عمله، وأم يوسف وهي تصطحب أبناءها إلى مدارسهم، ومجموعة من العمال الآسيويين يتبادلون الحديث والهموم.فيا سيدات ويا سادة، نحن نعيش في مدن مكسوة بلون أبشع من الرمادي، لم يجد له الرسامون اسماً حتى اللحظة، فعلامَ كل هذا الحرص على الشبابيك الجرداء؟ لمَ لا نملؤها بالورود لعلها تخفف كآبة المنظر؟