The Big Sick عن الزواج المدبر

نشر في 30-08-2017
آخر تحديث 30-08-2017 | 00:00
عندما شاهدتُ The Big Sick قبل بضعة أسابيع، رحت أفكر بذهول في مدى تشارك الثقافات في بعض الأفكار الأساسية رغم الاختلاف الكبير بينها.
يدور الفيلم الرومانسي والفكاهي The Big Sick، الذي بدأ عرضه في مطلع الصيف، حول شاب أميركي من أصول باكستانية يُدعى كميل يقع في حب شابة أميركية تُدعى إميلي.

فيما ينمو حبهما، يدرك كميل وإميلي أنهما مضطران إلى مواجهة اختلافات ثقافية عميقة جداً.

تريد عائلة كميل أن يتزوج ابنها امرأة باكستانية على غرار أخيه. لذلك تحاول والدته، التي تؤمن بشدة بالزواج المدبر، تعريفه إلى عدد كبير من النساء الباكستانيات اللواتي يحضرن من دون أي موعد مسبق إلى منزلهم في كل مرة يجلسون فيها لتناول الطعام.

أوجه شبه

بدت لي أوجه الشبه بين هذه الثقافة وثقافة اللوهيا التي أتحدر منها واضحة. صحيح أن الزواج ليس مدبراً بالكامل، إلا أن الأهل يؤدون دوراً أساسياً في اختيار الزوجات لأبنائهم. خلال السعي إلى اختيار شريكة زواج محتملة، يبقى الأهم الشخصية لا الجمال، لأن الناس في ثقافتي يعتقدون أن كل النساء جميلات ومتشابهات.

عندما يصل الشاب أو الشابة إلى مرحلة البلوغ، يأخذ الأهل على عاتقهم مهمة البحث عن شريك مناسب لولدهم. يتفاوض أهل الشاب مع أهل الفتاة ويقولون: «لدينا مجرفة (أي الفتى) من دون عصا (فتاة)، إلا أننا رأينا عصا في هذا المنزل. هل تعطونا إياها؟».

تخبئ والدة الشاب بعد ذلك رأس المجرفة المعدني في سلة في إحدى زوايا منزل الفتاة وترحل. وعندما يكتشف أهل الفتاة المجرفة، يفهمون الرسالة: كان الزوار يطلبون يد ابنتهم للزواج نيابة عن ابنهم. يناقش أهل الفتاة المسألة. وإذا وافقوا، يصنعون عصا ويصلحون المجرفة، التي تعيدها الأم إلى منزل الشاب برفقة بعض صديقاتها.

تُستقبل النساء بحفاوة ويقدّم لهم أهل البيت مشروباً تقليدياً، ما يعني أن المسألة التي تُناقش بالغة الأهمية.

بعد هذا اللقاء، تُرسَل الهدايا إلى منزل الفتاة بانتظام بغية استرضاء أهلها. على سبيل المثال، إذا ذبحت عائلة الشاب بقرة، تبعث بجزء من اللحم إلى عائلة الفتاة. كذلك تتلقى الأخيرة العسل، والدجاج، والحليب، والفول السوداني.

علاوة على ذلك، تتحقق كل عائلة من الشريك الذي سيقترن به ابنها أو ابنتها بغية التأكد من أنه لن يجلب العار للعائلة. من المفترض، مثلاً، أن تجيد الفتيات الطهو. وإذا تبين للزوج أن زوجته ليست ماهرة في الطهو، فقد يعيدها إلى عائلتها.

من الممكن أيضاً لاكتشاف خصال في العائلة، مثل ممارسة السحر والشعوذة، أو داء الصرع، أو الركض ليلاً (يُعتبر ميلاً قسرياً متوارثاً يدفع المريض إلى خلع ملابسه والركض في الخارج مخيفاً المارة)، أن يؤدي إلى إلغاء خطط الزواج من الطرفين.

كذلك تتقصى عائلة الفتاة عن وضع عائلة الشاب المالي كي تتأكد من أنها قادرة على الاعتناء بابنتها.

عندما يرى الطرفان أن شروط الزواج استوفيت كلها، يطلب أهل الفتاة مهراً ويحددون مهلة لسداده. تُرسَل بعدئذٍ مجموعة من الشبان من منزل الفتاة لجمع عدد من الأبقار والماعز من منزل الشاب. ويُقام بعد ذلك احتفال.

تختار العروس العتيدة صديقاتها الأعلى خلقاً ليرافقنها إلى احتفال الزفاف.

تُنشَد أغاني الزواج فيما يروح الناس يرقصون، ويأكلون، ويتناولون المشروب المحلي. وهكذا يبدأ الثنائي الجديد حياته الزوجية.

تبدّل الثقافة

حتى في مسقط رأسي في كينيا، بدأت هذه الثقافة تتبدل، وصار الشبان والشابات يحظون اليوم بحرية أكبر في اختيار شريك حياتهم.

في حالة كميل، قاوم ضغط عائلته ليكون مع إميلي، إلا أنه دفع ثمناً باهظاً عندما نكرته عائلته، رغم توضيحه لوالديه بشغف أنه ترعرع في الثقافة الأميركية وأنه يحتاج إلى إيجاد نفسه.

لعل الحب أعظم ما قد يوقف الثقافة «السلبية».

back to top