خاص

علوان: اتهام «البوكر» بالتركيز على السرد الخليجي غير موضوعي

أكد لـ الجريدة• أن عدم دخول الأعمال الأدبية العربية القائمة القصيرة لا ينقص قدرها

نشر في 30-08-2017
آخر تحديث 30-08-2017 | 00:03
أكد الروائي السعودي محمد حسن علوان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2017، أن قرار لجنة تحكيم في الجوائز الأدبية لا ينقص قدر الروايات التي لم تدخل القائمة القصيرة، لكنه بالتأكيد يسلط الضوء على الروايات المنتقاة، لاسيما أن كل عضو من لجنة التحكيم له ذائقة ورأي ومعايير ورؤية فنية مختلفة عن البقية.
واعتبر أن اتهام الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" بالتركيز على السرد الخليجي، حديث غير موضوعي تنقصه الدقة، إذ إن النتائج تشير إلى أنه لم يفز بالجائزة من الخليج سوى أربعة روائيين مقابل سبعة من أرجاء العالم العربي.
"الجريدة" التقت الروائي علوان وناقشته بالاتهامات الموجه إلى روايته "موت صغير" وغيرها من القضايا الأدبية، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• كيف تصف لنا شعورك أثناء المراحل الأولية من تصفيات الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" وصولاً إلى التتويج ؟

- سبق لي الوصول إلى القائمة القصيرة، من قبل، عام 2013 عن روايتي "القندس". هذا جعل مشاعري تجاه الترشيح للقائمتين الطويلة والقصيرة أكثر اتزاناً. في كل دورة من الجائزة هناك لجنة تحكيم جديدة لدى كل عضو فيها ذائقة ورأي ومعايير ورؤية فنية مختلفة. قرار لجنة التحكيم لا ينقص قدر الروايات التي لم تدخل القائمة، لكنه بالتأكيد يسلط الضوء على الروايات المنتقاة. شخصياً، شعرت بالسعادة نفسها عندما دخلت روايتاي "القندس" و "موت صغير" القوائم القصيرة، لكن في المرة الثانية كانت سعادتي خالية من القلق.

رأي غير موضوعي

• البعض يرى أن الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" تركز على السرد الخليجي، لاسيما أنها بتمويل من دولة الإمارات وتهدف إلى انتشاره، بمَ ترد؟

- هذا رأي غير موضوعي. لم يفز بالجائزة من الخليج سوى أربعة روائيين مقابل سبعة من أرجاء العالم العربي. والجائزة وإن كانت تمولها دولة الإمارات فهي تدار من قبل مؤسسة البوكر البريطانية العريقة ويشرف عليها مجلس أمناء متنوع يشكل الخليجيون أقلية فيه.

الإثارة الإعلامية

• تزامن حصولك على الجائزة مع هجوم متنوع على رواية "موت صغير"، فبعض الاتهامات تشير إلى أن محتوى روايتك يتقاطع مع إحدى الروايات العراقية، والبعض الآخر يشير إلى التناص مع أعمال أخرى، بمَ ترد على هذه الاتهامات؟

- لم يصلني حتى الآن تهمة ذات وجاهة حتى أتمكن من التعاطي معها في حوار بنّاء. عندما ترد التهم في مقالة قصيرة أو تعريضاً في حوار ما فإنه غالباً ما يحولها الصحافيون إلى مانشيت عريض بغرض الإثارة الإعلامية فحسب. في المقابل فإنني ككاتب لا أعلم من أين أمسك طرف خيط الحوار. هل يوجد تناص؟ هل يوجد تشابه؟ إذن ليت صاحب الاتهام يذكر ذلك في تقرير مفصل محكم حتى أتمكن من الرد والدخول معك في نقاشٍ رصين وجاد. أما التلويح عن بعد والتعريض دون تفصيل فهذه مواد للاستهلاك الإعلامي وليست نقداً جاداً.

• ما الذي جذبك إلى ابن عربي لتكتب عنه في روايتك "موت صغير" ؟

- ابن عربي شخصية جدلية، لكنني أعتقد أن من يقرأ الرواية لا يمكن أن يعترض على الجانب الإنساني فيها، كما وجدت أن من الضروري تسليط الضوء على أبعاد مثيرة في حياة هذا الرجل، لاسيما أن ثمة ترحالاً وسفراً دائمين وأموراً أخرى تستحق القراءة في سيرة ابن عربي.

ترجمة الأعمال الأدبية

• هل ستُترجم روايتك إلى لغات أخرى، وإلى أي حد هذه الخطوة مهمة، لاسيما أن البعض يرى أن ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى لغات أخرى غير مجدية باستثناء أعمال نجيب محفوظ ومحمود درويش؟

- وصلت إليّ بعض العروض لترجمة رواية "موت صغير" إلى عدة لغات وما زلت أدرسها. سبق لي ترجمة "القندس" إلى لغتين، الفرنسية والنرويجية. حازت النسخة الفرنسية جائزة معهد العالم العربي في باريس كأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية ذلك العام ولقيت أصداء جيدة، بينما لم تتمكن الترجمة النرويجية من تحقيق شيء يذكر. على ماذا يدل ذلك؟ على أن لكل عمل عندما يترجم لكل لغة فرصة مختلفة لا يمكن التنبؤ بها.

• ماذا بعد "موت صغير" وما المشروع المقبل؟

- رواية جديدة ما زلت أهجس بها ولم أبدأ بكتابتها بعد. ما زلت في طور البحث وجمع المعلومات ووضع الهيكل. متى بدأت في كتابتها فعلاً فسيكون بوسعي أن أقدم إجابة أفضل لسؤالك.

كاتب متميز في أنطولوجيا بيروت

محمد حسن علوان روائي سعودي مولود في الرياض، 27 أغسطس 1979م، وحاصل على شهادة الدكتوراه في التسويق والتجارة الدولية من جامعة كارلتون الكندية، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأميركية، وبكالوريوس نظم المعلومات من جامعة الملك سعود بالرياض.

وصدرت له خمس روايات: سقف الكفاية (2002)، صوفيا (2004)، طوق الطهارة (2007)، القندس (2011)، موتٌ صغير (2016) إضافة إلى كتاب نظري بعنوان (الرحيل: نظرياته والعوامل المؤثرة فيه).

ومن أبرز المحطات المشرقة في حياته الإبداعية، اختياره عام 2010 ضمن أفضل 39 كاتب عربي تحت سن الأربعين، وأدرج اسمه في أنطولوجيا (بيروت 39). وفي عام 2013، رشحت روايته (القندس) ضمن القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية).

ومن أعماله المترجمة إلى لغات أخرى، رواية (القندس) التي حصلت نسختها الفرنسية على جائزة معهد العالم العربي في باريس كأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية عن عام 2015.

وفي عام 2017، حصلت روايته (موتٌ صغير) على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية).

back to top