بينما سعى طرفا الانقلاب في صنعاء للتهوين من شأن الخلافات التي كشفت تصدعاً خطيراً في تحالفهما، مع تحولها اشتباكات مسلحة أوقعت 6 قتلى السبت الماضي، أعلنت جماعة «أنصار الله» الحوثية وحزب «المؤتمر» جناح الرئيس السابق علي صالح، التوصل إلى اتفاق لـ«التهدئة وإزالة أسباب التوتر» باجتماع لكبار قيادات الطرفين مساء أمس الأول.

وحضر الاجتماع، الذي سعى لاحتواء الشقاق المتصاعد وانعدام الثقة، عقب احتفال «المؤتمر» بذكرى تأسيسه في ميدان السبعين وسط صنعاء الخميس الماضي منفرداً، رئيس ما يسمى بـ«المجلس السياسي» صالح الصماد، ونائبه قاسم لبوزه، وصادق أمين أبو راس، والأمين العام لـ«المؤتمر» عارف الزوكا، والمتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبدالسلام.

Ad

وأقر الاجتماع، إزالة جميع أسباب التوتر التي نتجت أخيراً في العاصمة وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل فعاليات حزب الرئيس السابق التي اعتبرت استعراضاً للقوة. واتفق الجانبان، على استمرار اللقاءات بين قيادة مكوني «المؤتمر» والجماعة الحوثية لوضع الحلول والمقترحات وتوحيد الجهود لمواجهة ما أسموه بـ«العدوان، والحفاظ على الجبهة الداخلية» في إشارة إلى الحكومة المعترف بها دولياً و»التحالف العربي» بقيادة السعودية.

ونقل موقع «يمن برس» عن مصدر مطلع، حضر الاجتماع، قوله إن الاتفاق تضمن التأكيد على مبدأ الشراكة بين الطرفين والعمل على إنهاء دور اللجان الرقابية الثورية في المرافق الحكومية.

وشدد الاجتماع على تكثيف اللقاءات بين وزراء الطرفين في الحكومة غير المعترف بها بصنعاء للوصول إلى رؤية سياسية واقتصادية موحدة.

واختتم الاتفاق بالتأكيد على استكمال التحقيقات في ملابسات الاشتباكات التي وقعت في محيط منزل صالح بصنعاء السبت الماضي والتزام الطرفين بعدم تسريب أو نشر معلومات عن الواقعة غير المسبوقة حتى تستكمل التحقيقات.

على صعيد آخر، أقدمت الميليشيات الحوثية، مساء أمس الأول، على اقتحام عنابر السجناء في السجن المركزي بصنعاء وسمع شهود عيان أصوات إطلاق نار وتصاعد أدخنة قنابل مسيلات دموع.

ويقبع في السجن عشرات من المعتقلين السياسيين، إضافة إلى سجناء في قضايا جنائية ومعسرين.

إلى ذلك، وبعد يوم من تقارير أفادت بأن الميليشيات الحوثية طالبت صالح بعدم مغادرة منزله، وقالت إنها غير مسؤولة عن سلامته، ترددت أنباء أمس، بأن الرئيس السابق فر إلى معاقل قبيلته في مديرية سنحان جنوب شرقي العاصمة للاحتماء بها، بعد تصاعد الخلاف مع جماعة الحوثي.

في سياق منفصل، لقي 30 يمنياً حتفهم وأصيب ثمانية آخرون بجروح في سيول غير مسبوقة تسببت في جرف أراض زراعية في جنوب البلد الفقير الغارق في نزاع مسلح. وضربت السيول منطقة تقع بين محافظتي لحج وتعز.