في الذكرى التسعين لميلاد نصري شمس الدين... لبنان يُكرِّم الصوت العملاق
احتفلت بلدة جون في الشوف اللبناني بالذكرى التسعين لميلاد ابنها الفنان الراحل نصري شمس الدين، وأقيم مهرجان بالتعاون مع البلدية، ولجنة إحياء تراث نصري شمس الدين، ومعرض خليل برجاوي للطوابع البريدية، وجمعية بيت المصور في لبنان، ومنتدى الخميس حفظة الذاكرة، وبرعاية وزير الثقافة اللبناني د. غطاس خوري وحضوره.
في بلدة جون اللبنانية ولد نصري شمس الدين صاحب الصوت العملاق، الذي غنى لاحقاً إلى جانب فيروز وشارك في أعمال عاصي ومنصور الرحباني راسماً نجوميته على المسرح غناء وتمثيلاً.بلدة الفنان الراحل أبت أن تنساه بعدما تناساه بعض الإذاعات والمحطات التلفزيونية والأقلام الصحافية في لبنان، فاحتفلت بذكرى ميلاده التسعين أخيراً. واللافت أن التكريم جاء برعاية وزارة الثقافة في لبنان تقديراً لهذا المبدع صاحب الصوت الماسي الذي لا يتكرّر، بعدما طاوله عدم الاهتمام من المعنيين خلال حياته وبعد رحيله.في هذا السياق، أكّد وزير الثقافة في لبنان د. غطاس خوري خلال الاحتفال أن هذا التكريم أتى متأخراً، «إنما أعدكم أننا سنعمل المزيد وسنتشارك مع رئيس البلدية بإقامة مكتبة وطنية موسيقية للفنان نصري في جون، هذه المكتبة ستكون لتعليم التراث الشعبي وسيكون في جون خير سفير لنصري».
الوزير أشار أيضاً إلى أن من لم يستمع إلى نصري شمس الدين، فهو يفتقد شيئاً من هويته الوطنية، لأن ثمة شيئاً في هويتنا يرتبط بأسماء الكبار أمثال نصري ووديع الصافي والرحابنة وغيرهم.وخلال الاحتفال أنشد جيلبير جلخ مجموعة من أغاني نصري على وقع الأوركسترا الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج. وفي ختامه، وزعت ميداليات ذهبية على عدد من الفعاليات وبطاقات بريدية تحمل صوراً نادرة للفنان الراحل، ثم قُدمت رقصات فلكلورية (دبكة) على أغاني نصري.
كلمات
«يا ابن لبنان والعالم العربي، ظلمت في حياتك وظلموك في مماتك واستمروا بعد غيابك. كنت على المسرح أميراً و«ماسح أحذية» وفي الحالتين كنت ملكاً، لكن ضيعتك وأحباءك سوف يبقونك أميراً خالداً مدى الدهر»، قال رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الجنوبي في لبنان رئيس بلدية بلدة جون جورج مخول في الاحتفال بذكرى ميلاد الفنان الراحل نصري شمس الدين. وجه مخول تحية إلى نصري لأن أمثاله لا يموتون، كما قال، و«إن بخل عليك بعض الإذاعات والمحطات، فإن صوتك الرنان يبقى يدوي ما دام الأثير موجوداً، وما هذا التكريم إلا لفتة وفاء صغيرة لك ولكل الفنانين المظلومين أمثالك».وأعلن «أن المهرجان هو الأول في جون، إنما ستشهد السنوات المقبلة مهرجانات لاحقة، ليصبح لجون مهرجان سنوي يدخل الفرحة إلى القلوب والطرب إلى الآذان والثقافة إلى العقول».كذلك ألقى خلال الاحتفال مصمم الطابع البريدي والميداليات الذهبية باسم نصري شمس الدين، مدير بيت المصور كامل جابر، كلمة قال فيها: «نعود إليك اليوم لنعتذر إليك لاننا تأخرنا قليلاً عن زيارة كرمك ومرجك العارمين بالجمال والأصالة، يا نصري لم تزل جون وفية لذكراك، كذلك هذا الوطن الرافض لكل نشاز. كثيرون مروا على المسؤوليات الرسمية والمحلية لمنحك ما تستحقه من تقدير، لكنك لم تغادر الوجدان، وها هي وزارة الثقافة وبشخص معالي الوزير غطاس خوري، تعترف بحقك في التكريم».وأشار إلى أن وزير الاتصالات جمال الجراح لم يتردّد لحظة في التوقيع على قرار منح شمس الدين طابعاً بريدياً تذكارياً، وهو أحد أرفع الأوسمة التي تمنحها الدول لمبدعيها.وأعلن إطلاق مئة ميدالية محفورة ومذهبة لنصري شمس الدين نفذتها شركة «عبد الله عبسي» بعلبة فاخرة تحمل شعار وزارة الثقافة وتوقيع نصري، بالاضافة الى ست بطاقات بريدية لصور نادرة للفنان الراحل ضمن علبة أعدت لهذه المناسبة وزعت على الحضور.و«نصري شمس الدين ترك مئات الأغاني وشارك في عشرات المسرحيات، عرف لبنان معه وفي عهده المسرح الغنائي الرحباني الجامع للنص والحركة والموسيقى، وكان رائداً له مع كباره في أعمال أشادت بالوطن ومحطاته بالعواطف الراقية بالأمثال والقصص التي نعتز بها»، قال رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار.وحقّق الراحل صلة الرحم بين الغناء والموسيقى والمسرح، بحسب الحجار، «إنه المتألق فنياً والشامخ غنائياً والمبدع مسرحياً، الذي أوصل السعادة إلى قلوب الأجيال قبل أن يترجل عن صهوة العطاء وهو في ذروة مجده بعدما شارك في رسم معالم الأغنية اللبنانية وأصبح علامة فارقة مع باقة الرحابنة الملهمين».كلمة العائلة ألقاها ابن الراحل مصطفى شمس الدين وشكر «كل من ساهم بإنجاح المهرجان، متمنياً للبنان السلام الدائم».
ست بطاقات بريدية لصور نادرة للفنان الراحل وُزعت خلال التكريم