أجزم بأن الموعد المثالي للمقابلة التلفزيونية مع الوزيرة هند الصبيح هو صباح يوم أمس الأربعاء وليس أي وقت آخر، لماذا؟ لأن اليوم الأخير الذي يسبق أي إجازة أطول من إجازة نهاية الأسبوع تتكشف فيه حقيقة من يسير مختلف الأعمال في أجهزة الدولة، ومن يحترم ساعات العمل حتى آخر مراجع أو معاملة.كان بإمكان قناة "الراي" أن تصنع لنا مرآة كبيرة كي نرى فيها شيئاً من حقيقتنا، تنقل لنا صورة حية من مطار الكويت سواء من صالة المغادرين أو الطريق المؤدي إلى المطار، وتذهب إلى صالات المراجعين في الوزارات الخدمية، وتلتقي أحد المسؤولين في وزارة الصحة ليعرض لنا على الهواء مباشرة أرقام الإجازات المرضية المبرمجة قبل عطلة عيد الأضحى المبارك وبعدها، لأن من لم (يشبكها) قبل العطلة سيبتلع الأيام الثلاثة التي تقع بين نهاية عطلة العيد وبداية عطلة نهاية الأسبوع، وإذا منعت كاميرات "الراي" من الدخول لأي سبب من الأسباب فما عليها سوى الذهاب إلى المجمعات التجارية الكبرى أو تصوير شوارع الكويت من الأعلى، المهم أن يتم ذلك في الفترة الصباحية من يوم أمس الأربعاء.
من يسير أعمال الدولة خليط من العاملين المجهولين كويتيين ومقيمين، فهم ملح الوزارات ووقودها الذين لا نرى صورهم في الصحف ولا يظهرون مع المسؤولين في المؤتمرات الصحافية والجولات التفقدية، هؤلاء هم الحقيقة التي طمرتها تعيينات "الباراشوت" والتنفيع وتغريدات المتهربين من العمل.أعلم أن الإحباط وصل مداه، ولكن ما الذي يدفع موظفي شعارات "العمل عبادة" إلى ترك مقار أعمالهم حتى لو لم يجدوا فيها كرسيا؟ تريدون حل المشكلة اخلقوا المشكلة لمسؤوليكم والتحقوا بمقار عملكم واستعملوا ما تجيدونه في وسائل التواصل الاجتماعي حتى يصل صوتكم وتصبح قضيتكم قضية رأي مستحقة.إن التوقيت دائما ما كان فناً في تغيير القناعات أو وضع عناصر جديدة في أي نقاش، وأفضل توقيت للحديث عن موضوع سلامة العمل ومن ينهض به هو أمس واليوم، اسألوا أين كبار المسؤولين قبل صغارهم؟ واسألوا أنفسكم أين نحن صباح يوم الأربعاء؟ ففي الجواب زبدة النقاش.مع السلامة وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.
مقالات
الأغلبية الصامتة: صباح يوم الأربعاء
31-08-2017