رفع زعيم النظام الشيوعي في كوريا الشمالية كيم جونغ أون سقف التحدي في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، وكشف صراحة، وللمرة الأولى، إطلاقه صاروخاً بالستياً فوق اليابان، أمس الأول، معتبراً أنه "البداية".

ونشرت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، أمس، 20 صورة لعملية إطلاق الصاروخ، يظهر في إحداها كيم وهو يضحك محاطاً بمستشاريه، وأمامه خارطة لشمال غرب المحيط الهادئ.

Ad

وفي صورة أخرى، يراقب كيم الصاروخ، الذي أطلق من سونار قرب بيونغ يانغ، واجتاز 2700 كلم على ارتفاع أقصاه نحو 550 كلم، قبل أن يسقط في المحيط.

وأكد كيم أن الصاروخ كان "مقدمة مهمة لاحتواء جزيرة غوام الأميركية، القاعدة المتقدمة للاجتياح. وفاتحة لتدابير مضادة حازمة" ضد المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها واشنطن وسيول حالياً في كوريا الجنوبية.

وذكر النظام الشمولي أن إطلاق الصاروخ، الذي عبر أجواء اليابان في دقيقتين، يتزامن مع ذكرى إبرام معاهدة "اليابان - كوريا"، التي استعمرت بموجبها طوكيو شبه الجزيرة الكورية عام 1910.

في المقابل، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، عن رفضه مسار التفاوض مع بيونغ يانغ، ودفع المعونات الاقتصادية للنظام الشيوعي، لحثه على وقف برامج تسلحه النووية والصاروخية، وكتب على "تويتر": "الولايات المتحدة تتحدث إلى كوريا الشمالية، وتدفع لها إتاوة منذ 25 عاماً. الحوار ليس الحل".

ولاحقاً، أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس أن الحل الدبلوماسي لوضع حد لإطلاق كوريا الشمالية صواريخ بالستية لا يزال ممكناً، ولا يمكن أن ينفد.

وتزامن تصريح ترامب، الذي يطرح إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري في التعامل مع كوريا الشمالية، مع إجراء القوات الأميركية، أمس، تجربة دفاع صاروخي ناجحة، بالتعاون مع سلاح البحرية قبالة ساحل هاواي.

وأفادت واشنطن بأن التجربة ترفع قدرة منظومة الدفاع على اعتراض الصواريخ البالستية في مرحلتها الأخيرة، أي قبل بلوغ الهدف.

وبينما أعرب مجلس الأمن بالإجماع عن "إدانته الحازمة" لإطلاق الصاروخ فوق اليابان، باعتباره تهديداً للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أفادت تقارير لوكالة رويترز بأن طوكيو عبرت عن قلقها من أن حليفتها واشنطن لم تزودها حتى الآن بنظام رادار حديث، للدفاع ضد الصواريخ البالستية.