دولة الكويت الأيوبية

نشر في 31-08-2017
آخر تحديث 31-08-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي كل عام وأنتم بخير. وكل عام والكويت تعود إلى عبق الماضي، ونظم الدول البائدة الجميلة، الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية ووو...، من حيث طريقة تعامل المسؤولين مع "الرعية".

فها نحن نقضي حوائجنا بالمناشدات في "تويتر"، فيتكرم علينا المسؤولون بالعطايا والهبات، إن كانوا في أيام سعدهم، فنمتدحهم بقصائد تخلدهم، ومقالات تمجدهم.

قبل أيام قرأنا في "تويتر" مناشدة مملوءة بالآهات، لمواطنة معاقة تطلب فيها من وزارة الشؤون مقعداً متحركاً يعينها على الحياة (هذه حقيقة لا خيال)، فيكتشف الناس أن مطالبتها بهذا الكرسي امتدت لسنوات أربع! فترتفع أصواتهم، ويرتد صداها من البرلمان، فـ "تتكرم" الوزيرة بالإعلان عن منحها الكرسي المتحرك، أو تاج قيصر، فيهلل الناس ويكبرون لـ "كرم معالي الوزيرة".

وتتحدث إلينا الوزيرة، حفظها الله، ومن خلفها الحكومة، بمعلومات يتخيلونها هم، ويعتقدون أننا لا نعرف الحقيقة، وكأن الكويت مازالت تعيش في منتصف ستينيات القرن الماضي، عندما كانت صحيفة "الرأي العام" تُطبع مرتين في الأسبوع في لبنان، إذ يسافر أحدهم بالمادة الصحافية من الكويت إلى لبنان، ويعود بها مطبوعة على ورق، ومنها ينتقل الحبر إلى الأيدي والملابس. ولم يكن الناس يعرفون الأخبار إلا من هذه الصحيفة وما شابهها.

ولو كنت "أمون" على أحد الوزراء، لهمست في أذنه بمعلومة "تستر عليه" وتحميه من ضحكات الناس، ولأبلغته بأن ثمة اختراعاً اسمه الأجهزة الذكية، وثمة برامج "سحرية" حولت الناس العاديين إلى محطات تلفزيونية متنقلة.

سيكذبني هذا الوزير وزملاؤه، لكنني، وقتها، أكون قد أبرأت ذمتي، وأرحت ضميري.

back to top