رغم أنه كان بعيداً عن بلدته عمشيت لأسباب مختلفة سياسية وغير سياسية، فإن مارسيل خليفة طالما حملها في قلبه وحافظ على ذكريات طفولته وشبابه، وها هو يعود إليها فناناً تخطّت شهرته لبنان وغيره من بلاد عربية ليصبح مبدعاً عالمياً. «يعود إلى بلدته، يوقظها، يغنّي لها، ينفخ فيها أنغاماً تعيد إليها الذاكرة لتصحو على دفء أنامل تدغدغها وموسيقى حالمة تسرّع نبضات قلبها. عمشيت تفتخر به كما تفتخر بكثير من أبنائها»، كما قال رئيس بلدية عمشيت الدكتور أنطوان عيسى.بخفر وصمت استقبل الجمهور مارسيل خليفة بأولى أغانيه، ثم ألقى «سلام عليك» تحية لأمه، قبل أن يلهب المسرح بأدائه، كذلك نجله عازف البيانو رامي خليفة الذي أدّى مقطوعات موسيقية تحية للجيش اللبناني. وخلال ثلاث ساعات، انصهر الجمهور والفنان في هالة حملتهما إلى عالم حيث لا مستحيل على أبيات قصائد كتبها كل من محمود درويش، وطلال حيدر وبطرس روحانا، في إيقاعات وطنية ودينية تاركاً أغنيتي «ريتا والبندقية»، و«جواز السفر» إلى النهاية مع ميدليه من أشهر أعماله القديمة انتهت بأغنية «يا بحرية» الذي انسحب بعدها تاركاً خلفه عطشاً لا يرتوي.
بين الأغنية والأخرى، كعادته خاطب مارسيل جمهوره بهدوء المناضل الجليل وقال: «أهلاً وسهلاً بكم في عمشيت. شكراً لأنكم أتيتم لنسهر معاً. هذا شاطئ أبي وجدّي... هنا لعبت وهنا أغني اليوم»، مضيفاً: «إذ أهنئ اللجنة على هذا العمل وأتمنى لكم دوام النجاح، أوصيكم بأن ترسّخوا لمهرجانات عمشيت هوية خاصة بها. ولا تنقلوا الكاباريه من الشارع إلى المهرجانات».فعاليات المهرجان لصيف 2017 زخرت بالأنغام الشرقية، والوطنية، والغربية، ونشاطات متنوعة لبّت الأذواق كافة، لا سيما في حفلتي الفنان العالمي غي مانوكيان، و«ريس الأغنية اللبنانية» ملحم زين.واختتمت الفعاليات في 27 أغسطس الفائت بموكب استعراضي للسيارات الكلاسيكية النادرة الذي أصبح الموعد السنوي لتلاقي عشاق السيارات القديمة في صورة تحاكي الماضي العتيق بعراقته ومثاليته على كورنيش عمشيت. وتضمنت الفعالية باقة من النشاطات، من بينها مسابقة أفضل السيارات الكلاسيكية ضمن فئات عدة، ومعرض يفتح أبوابه لمختلف زوّار المهرجان، وسهرة فنّية مميّزة.
سهرة عمر
ابن عمشيت أيضاً الفنان اللبناني الكبير روميو لحود، افتتح الموسم الثاني من برنامج «سهرة عمر» الذي يقدّمه النجم شادي ريشا مساء كل سبت عبر تلفزيون «لبنان».اعتبر روميو أنّه لا يمكن تسمية بعض الحفلات التي تقام في المناطق اللبنانية بالمهرجانات، وقال: «ثمة مهرجانات أقرب إلى الحفلات الشخصية ولا يحق للمنظمين تسميتها مهرجانات، لأنّ الأخيرة بحاجة إلى عطاء وأشخاص يدركون قيمتها وفريق عمل كبير جداً».وأضاف: «غير مقبول أن تصبح كل سيدة لديها بعض النفوذ رئيسة مهرجان، هذه المهنة بحاجة إلى أشخاص محترفين».وعن وضع المسرح في لبنان، أشار لحود إلى أنّ لا مسرح في لبنان وقال: «المسرح الوحيد المتكامل في لبنان هو كازينو لبنان، يليه في المرتبة الثانية مسرحي».وعن مسرحية «بنت الجبل» التي أعاد تقديمها أكثر من مرة، ذكر روميو: «قدمنا هذه المسرحية للأعمار كافة»، كذلك قارن بين كل من الفنانة الراحلة سلوى القطريب وابنتها الفنانة ألين لحود موضحاً: «ألين عندما كانت بائعة زهور تفوّقت على والدتها، وهذا الدور كان يليق بشكلها وطريقتها وحركاتها، لكن بالنسبة إلى الشخصية «ليدي» فإن سلوى قدّمت الدور بطريقة أفضل».