انطلقت أمس الأول فعاليات مهرجان البندقية السينمائي بعرض الفيلم "داونسايزينغ" للمخرج ألكسندر باين، والذي تدور أحداثه في إطار خيالي ساخر حول فكرة تقليص أحجام البشر، بحيث لا يزيد طولهم على 12 سنتيمترا، كحل لمشاكل مثل الانفجار السكاني والاحترار العالمي.

وعرض الفيلم في افتتاح أقدم مهرجان سينمائي على مستوى العالم تقام فعالياته على جزيرة ليدو في البندقية، ويستمر على مدار أيام، يجري خلالها عرض أفلام وإقامة حفلات ومراسم استقبال رسمية.

Ad

ويروي الفيلم الخارج عن المألوف، قصة أخصائي العلاج المهني بول سافرانيك وزوجته أودري، اللذين يمران بضائقة مالية، ويقرران تقليص حجمهما، وهي عملية لا يمكن الرجوع فيها، حتى يمكن أن يكونا جزءا من "مجتمع الصغار" الثري، حيث يحقق المال ما هو أكثر بكثير.

وتجتذب سافرانيك فكرة أن يبدأ حياته من جديد ويترك مشكلاته خلفه، ويقوم في الوقت ذاته بواجبه تجاه الكوكب بهذه العملية.

لكن على عكس النوايا النبيلة التي دفعت العلماء للبحث عن وسيلة لمكافحة الاحترار العالمي، فإن معظم المشاركين في هذه التجربة اجتذبتهم الوعود بمضاعفة ممتلكاتهم، واقتناء أغراض ثمينة بدءا من الفيلات الأنيقة إلى عقود الألماس، وهي أشياء لا يسعهم في الوضع الطبيعي إلا أن يحلموا باقتنائها.

فيلم "داونسايزينغ"، الذي يقوم ببطولته الممثل مات ديمون، والممثلة كريستن ويج، واحد من بين 21 فيلما يتنافس على جائزة الأسد الذهبي التي ستمنح 9 سبتمبر لأفضل فيلم مشارك في مهرجان البندقية.

ويقول ديمون إن الأفلام السينمائية هي أفضل وسيلة لمساعدة البشر على تفهم بعضهم بعضا، مضيفا أنه رغم النبرة التشاؤمية لهذا العمل السينمائي فإن "داونسايزينغ" هو في نهاية المطاف فيلم يبعث على التفاؤل ليسود الشعور بأننا كلنا يجمعنا نفس المصير... وأرى أن هذه رسالة مفعمة بالأمل جداً في عالم شديد الانقسام".

ويعتبر مهرجان البندقية منصة انطلاق لموسم الجوائز في صناعة السينما العالمية، بعد أن شهد العرض الأول لأفلام حازت جوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما (الأوسكار) خلال دوراته الأربع الماضية.

وقال الناقد السينمائي أريستون أندرسون: "عالج بين بعض القضايا المهمة فعلا والتي يواجهها البشر في الوقت الحالي والرسالة تتلخص في حقيقة الأمر في أنه لابد أن يعيش الانسان اللحظة ويحترم الآخر".

واضاف أندرسون ان باين صنع بيئة "يشعر فيها الجميع بعدم الارتياح"، وانه شاهد الفيلم "حتى نهايته، وكان يعتمل لدي شعور بالفزع، فهو يبدو مثل فيلم رعب على خلاف ظاهره".