هل ينجح الداعية الجاهل سياسياً؟
![عبدالرحيم ثابت المازني](https://www.aljarida.com/uploads/authors/523_1702573323.jpg)
نتائجهم في التفاوض سلبية مع عدم قدرتهم على حسن استغلال عامل الزمن لتقليل الخسائر، والنتيجة جماعة مغلوبة أو تعاني بسبب الحليف وتجيد فن الشكوى وتأدية دور الضحية. جماعة الإخوان المسلمين أوجدت نفسها في الشارع والسلطة ولم توجد نفسها في الاستمرار بدرجة وجودها في الشارع المصري، بل العربي والعالمي، كانت جماعة يعلق عليها الأمل في بعض البلدان العربية بأن تغير من معاناة الشعوب في عيش أفضل، إلا أن هذه الشعوب وجدتها حلما صعبا لتحقيق الاستقرار وذلك لتحالفاتها أو أهدافها الخاصة، وجدت قياداتها يعيشون في صراع على الأدوار أكثر من العمل الدعوى ونجاح الدعوة، وجدتهم جاهلين سياسيا وذاكرتهم سميكة. ربما أحباب الجماعة أو الذين يَرَوْن الأمر من منطلق عاطفي يزعجهم ما أكتبه، ولكن هذه حقيقة أن الجماعة أخطأت كثيرا في الماضي والحاضر، ولا يمكن أن تمر الأخطاء لدى الشعب بسهولة، فهذا لا يعني أنني أعطي مبررا لما يحدث مع أي فصيل معارض في مصر، فأخطر ما تعانيه دولة أو نظام سياسي هو التهميش لجماعة أو فصيل من المجتمع، ولكن على هذه الجماعات أن تتصالح فيما بينها أولا قبل أن تطلب من أي فصيل أو قوة أخرى التحالف أو الوقوف معها، فإذا كانت هي خدعت من السلطة والنظام فما ذنب الشعب أن يتحمل الأخطاء من الطرفين؟أعود إلى مقالة عصام سلطان التي انتقد فيها الجماعة بأن مناهجها لا تدرس السياسة أو القانون أو السياسة الدولية، وعمل مقارنة بين السياسي والداعية، واستند إلى عامل الزمن لدى السياسي، واستغلاله هذا العامل لدى الداعية وخطورة إهماله، فرجل الدين إن لم يدرس السياسة جيدا من وجهة نظري هو أشبه بالمنتحر دينيا وسياسيا ولن يحقق شيئا. والشعب بين مطرقة النزاع الإسلامي بمختلف توجهاته ومسمياته والأنظمة السلطوية وبطشها ورعبها من التيارات الإسلامية، هذا النزاع الذي حولها إلى مارد يفتك بأي محاولة ديمقراطية أو تغيير حقيقي ينتج عنه الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، والتي تتطلب تضافر جميع الجهود من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأحزاب والمعارضة، وكل هذه المؤسسات اختفت مع الخوف والرعب، لذلك أصبح الإصلاح دربا من دروب الخيال. ولكن يجب ألا نيأس من أن نحلم بالإصلاح الاجتماعي وتحقيقه.