خفة
المسافة خفة، فليكن مرورك على أحبابك كما الريشة، واخفض من سقف توقعاتك، بل الأفضل من ذلك هو نسف ذلك السقف تماماً! فتوقعاتنا من الآخرين ما هي إلا تمهيد لخيبة أمل كبرى، لا تكن كثير المطالب والشكوى، فقد تثقل على الآخر دون تقدير لظروفه وإمكاناته فيتحاشاك.
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
لا تخف! ولا تقاوم ابتعاد الآخر، بل استبدل خوفك بالتفهم والتقدير، فنحن نخشى المسافات والفراق لأنها قد تعني النهاية في بعض الأحيان، لكن ما يجب إدراكه هو أن الأجواء الخانقة والمتطلبات اللانهائية وضعف الاستماع للآخر هي الأسباب الأساسية لموت العلاقات. قم بتغذية ذاتك عن طريق تنمية استقلاليتك وممارسة الأنشطة الشغوفة التي تحقق لك الإشباع، بدلاً من طلب هذا الغذاء الروحي من الآخرين، فأنت إن طلبته من غيرك جعلت نفسك تحت رحمة ظروفهم وأوقاتهم وأمزجتهم، قم بقضاء وقتك معهم ليس لأنك بحاجة لهم، بل لرغبة منك في ذلك، فتلك هي أعلى صور الاستغناء.«غنّيا وارقصا وامرحا معاً، ولكن ليخل كلٌ إلى شأنه، فإن أوتار القيثارة مشدودة على افتراق، وإن خفقت جميعاً بلحن واحد». (جبران خليل جبران).