أعلن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، «النصر» بتحرير تلعفر ومحافظة نينوى من قبضة تنظيم «داعش» كاملة.

وقال العبادي، في بيان: «اكتملت الفرحة وتم النصر، وأصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة»، مضيفا: «اعلن لكم أن تلعفر الصامدة التحقت بالموصل المحررة وعادت الى أرض الوطن، حيث تم خلال الأيام الماضية القضاء على إرهابيي داعش وسحقهم في العياضية والمناطق الأخرى وعدم السماح لهم بالهرب».

Ad

وأكد أن «هذا هو موقفنا الثابت والحازم من هؤلاء المجرمين الذين يشكل وجودهم في أي مكان تهديدا لكل شعوب المنطقة والعالم»، مضيفا: «لقد تحررت تلعفر العزيزة وارتفعت راية العراق مرة أخرى بسواعد المقاتلين العراقيين الأبطال من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والرد السريع وأبناء تلعفر».

الموت أو الاستسلام

وخاطب العبادي من وصفهم «الدواعش المجرمين» بالقول: «أينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير وليس أمامكم غير الموت أو الاستسلام»، متعهدا بمواصلة «العزيمة والهمة نفسها في تحرير كل شبر من أرض العراق وصحاريه».

ووجه العبادي «تحية خاصة»، في بيانه، لأرواح «الشهداء» والجرحى الذين يقدمون لشعبهم هذه الانتصارات الباهرة ويرفعون راية العراق، قائلاً: «تحية لكم وعوائلكم يا من جعلتم أيام العراقيين كلها انتصارات وأعيادا بتضحياتكم الغالية».

وكان الحشد الشعبي أعلن مساء أمس الأول، عبر موقعه الرسمي، تحرير ناحية العياضية التابعة لمحافظة نينوى من سيطرة تنظيم «داعش» كاملة.

وخاضت القوات العراقية حرب شوارع في ناحية العياضية في قضاء تلعفر لتطهيرها من عناصر تنظيم داعش الإرهابي. وكان القيادي في القوات العراقية المقدم عدنان السعيدي قال في وقت سابق من أمس الأول، إنه يتعين علينا الانتهاء من المعركة في العياضية قبل حلول عيد الأضحى مهما كلف الأمر، مضيفا أن القوات العراقية تواجه ضغطا كبيرا من كبار القادة.

ووصف بعض الجنود العراقيين القتال في العياضية بأنه «أسوأ عدة مرات» من معركة الموصل المعقل السابق للتنظيم في شمال العراق.

وقال العقيد كريم اللامي إن اختراق خط الدفاع الأول للمتشددين في العياضية كان أشبه بفتح «أبواب الجحيم»، مضيفا أن القوات قاتلت بشكل شرس من منزل إلى منزل في قلب البلدة، فهم يخوضون حرب شوارع في العياضية.

وبين اللامي أن المقاتلين متحصنون في مجموعات من ثلاثة أفراد «في كل بيت وبناية»، مشيرا إلى أن تضاريس المنطقة لا تسمح بدخول الدبابات ولذلك يستخدم جنود المشاة الأسلحة الخفيفة وقنابل يدوية.

مسك الأرض

في السياق، أكد المتحدث باسم العمليات العراقية المشتركة اللواء يحيى رسول، أمس، أنه بعد عمليات استعادة الأراضي في تلعفر ونينوى ستبدأ عمليات مسك الحدود بقوة لمنعهم من التسلل باتجاه الأراضي العراقية، موضحاً أنه «بعد استعادة العياضية سنلاحق داعش لتحرير باقي المناطق المغتصبة من قبل التنظيم، وسيكون هنالك عمليات تصوير مرافقة».

وأضاف رسول: «نعمل وبكل حيطة وحذر من أجل مسك الأرض وبشكل قوي ومكثف كي لا يعود التنظيم مرة أخرى للمناطق التي تم تحريرها، أو يحاول أن يطلق ما يسمى بذئابه المنفردة من جديد».

صفقة «حزب الله»

في سياق آخر، اتهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، مساء أمس الأول، من وصفهم بالـ«جهلاء» بقيادة «حملة عدائية» ضد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على خلفية الصفقة مع تنظيم داعش.

وقال المالكي، في بيان، إن «نقل عدد من مقاتلي داعش الإرهابي الى دير الزور السورية جزء من استراتيجية المعركة الجارية ضد قوى الإرهاب»، لافتا الى أن «لكل معركة ظروفها وأدواتها الساعية لتحقيق النصر».

واستنكر المالكي «الحملة الممنهجة التي يقودها الجهل والحقد والانسياق خلف الرأي العام الموجه عدائيا ضد نصر الله»، مؤكدا أن «القرار الذي اتخذه حزب الله صائب، وأحسن السيد نصر الله، ومخترق العقل من يشكك بصدق وجهادية حزب الله».

وأضاف أن «الحديث عن دير الزور والبو كمال شأن سوري لا عراقي، لذلك مثل هذا الإجراء تفرضه طبيعة المعارك، وما يراه المقاتل على الأرض غير الذي يراه المراقب من غير ذوي الخبرة بالقتال»، محذرا من «الانسياق خلف محاولات الإساءة وإثارة الشكوك لشق صفوف جبهة مقاومة الإرهاب».

يذكر أن عناصر تنظيم داعش انسحبوا أمس الأول، من الحدود اللبنانية السورية باتجاه مدينة البو كمال السورية في ريف دير الزور الشرقي، عبر صفقة تمت بين حزب الله اللبناني والتنظيم.

في غضون ذلك، أعلن مكتب نائب رئيس البرلمان همام حمودي، أمس، وصول رئيس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محمود الشاهرودي إلى بغداد.