«خطأ» الرئيس ماكرون!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لا يوجد أي تنافس بين المملكة العربية السعودية ودولة إيران، وحقيقة الأمر، وهي حقيقة من المفترض أنها معروفة لكل المسؤولين الفرنسيين، ولهذا الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون تحديداً، طالما أنه انتدب نفسه لهذه المهمة الكونية الكبيرة، أن إيران بعد انهيار العراق عام 2003، وحل الدولة العراقية بجيشها وكل أجهزتها ومؤسساتها اتبعت سياسة تمددية – احتلالية معلنة في هذه المنطقة الشرق أوسطية كلها، كانت نتيجتها العاجلة والسريعة كل هذا التدخل السافر والشائن في الشؤون الداخلية العراقية والسورية واللبنانية والفلسطينية واليمنية، وأيضاً في شؤون معظم دول مجلس التعاون الخليجي... وهذا إن ليس في شؤون هذه الدول كلها. إن هذه بعض حقائق الأمور وليس كلها، والمفترض أن رئيس دولة كفرنسا لها كل هذا الاهتمام بالشؤون الشرق أوسطية، وفي مقدمتها شؤون منطقة الخليج العربي، يعرف أن الجنرال قاسم سليماني أعلن أكثر من مرة أن حراس الثورة الإيرانية، و"فيلق القدس" جزء منهم، قد استكملوا استعداداتهم العسكرية للسيطرة على شرقي البحر الأبيض المتوسط، وأن في سورية وحدها الآن خمسين تنظيماً طائفياً إيرانياً، قوام أعدادها ستون ألفاً، وهذا غير الوحدات العسكرية الإيرانية النظامية، وغير الاستخبارات وسلاح الجو الإيراني بكل أجهزته وفروعه.كان يجب أن يدقق ماكرون في معلوماته قبل أن يدلي بهذا التصريح الذي أدلى به، وقال فيه: إن التنافس السعودي – الإيراني هو سبب الأزمة الخليجية، ويقيناً لو أن الرئيس الفرنسي دقق في هذه المعلومات لوجد أن إيران وحدها بتطلعاتها التمددية والاستحواذية وأيضاً الاحتلالية هي سبب كل هذا الذي يجري في اليمن، وكل هذا التوتر الذي تشهده بعض دول الخليج العربي، وكل هذه المصائب التي تعيشها سورية ويعيشها العراق وأيضاً يعيشها لبنان، وكل هذه المشاكل العالقة بين "دوقية" غزة والسلطة الوطنية الفلسطينية.