رغم ضعفه وتحوله من إعصار إلى عاصفة ثم منخفض مداري، توغل «هارفي» في ولاية لويزيانا الأميركية، مخلفاً سيولاً قياسية دفعت مئات الآلاف من السكان للفرار من ديارهم في تكساس، مع ارتفاع عدد القتلى، إذ عثر على المزيد منهم مع انحسار المياه، بينهم جثث ستة من أسرة واحدة كانوا في شاحنة صغيرة جرفتها مياه الفيضانات.

ومع استمرار تقدمها، باتت العاصفة، التي شلت الحركة في هيوستون، من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، ووضعت إدارة الرئيس دونالد ترامب أمام تحدٍّ كبير يتمثل في مواجهة الوضع الإنساني وإعادة البناء.

Ad

وقتلت العاصفة 35 شخصاً على الأقل، وأجبرت 32 ألفاً على اللجوء لمراكز إيواء منذ أن ضربت الشاطئ قرب روكبورت بولاية تكساس على خليج المكسيك الجمعة الماضي، لتصبح أقوى إعصار يضرب الولاية منذ نحو نصف قرن.

ووفق مساعد رئيس الإطفاء ريتشارد مان، فإن إدارة هيوستون بدأت جهود البحث من مبنى لآخر لإنقاذ الناجين المحاصرين وانتشال الجثث، في حين أكد رئيس بلدية بورت أرثر في تكساس ديريك فورمان أن مدينته بكاملها مغمورة بالمياه.

وبينما تحاول هيوستن العودة ببطء إلى الحياة الطبيعية مع انحسار المياه، وقع انفجاران في مصنع «أركيما» ترافقاً مع تصاعد دخان أسود في منطقة كروسبي، بعدما غمرته المياه نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات المرافقة لـ«هارفي».

وأخلت سلطات هيوستن 3 كلم من محيط المصنع، الذي ينتج بيروكسيدات عضوية، وهي مادة تستخدم في صناعة البلاستيك والعقاقير والمواد الصيدلانية.

وبسبب «هارفي»، وللمرة الأولى منذ يوليو 2015، صعدت أسعار البنزين في الولايات المتحدة دولارين للغالون، أمس، مع تعطل إنتاج نحو ربع المصافي الأميركية، في حين بقيت أسعار النفط الخام ضعيفة مع انخفاض الطلب.