الحج ركن عظيم، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، فرضه الله سبحانه على المسلم المستطيع بقوله: «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً». (آل عمران- 97). و«الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، كما جاء في الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري.

لذلك يعتبر الحج رحلة في سبيل الله، تتوق إليها الأفئدة ويبذل المسلمون في سبيلها الغالي والنفيس، لأداء فرضهم، والاغتسال من الذنوب والمعاصي، وليرجع المسلم المقبولة حجته كمن ولدته أمه، ولكن يقف أمام تحقيق هذه الطاعة العظيمة ارتفاع أسعار الحج، التي تمثل عائقا أمام المواطنين لأداء هذه الفريضة، لأن هذه الأسعار تفوق مستوى دخولهم، فالحملة المنخفضة التكاليف تطلب نحو 2000 دينار، في حين تتراوح أسعار الحملات العادية بين 2700 و3700، أما حج النخبة المترفة الـVip فقد فاق 7000 دينار.

Ad

الارتفاع في أسعار حملات الحج، والذي وصل إلى 20 في المئة، يرجع إلى غياب دور وزارة الأوقاف في الرقابة على هذه الحملات، وهذه الحالة إحدى صور تردي أوضاع البلد في جميع المجالات، ولا سيما في الارتفاع الجنوني في جميع السلع والخدمات من مدارس خاصة ومستشفيات إلى غير ذلك، فالأزمة تكمن في نظري في الإدارة، ولن تنصلح الحال والتعيينات تتم على خلفية الواسطة والمحسوبية على حساب عنصر الكفاءة والنزاهة.

ختاماً:

إلا الحج يا سادة، اتقوا الله وابتعدوا عن المتاجرة واستغلال مشاعر الناس التي تنتظر هذا النسك بلهفة لأدائه بأي ثمن، واحتسبوا ذلك عند الله سبحانه وتعالى، فإذا أصبح الحج لدى المواطنين عسيرا، فكيف الحال لدى إخواننا المقيمين؟

اللهم تقبل من الحجاج حجهم، ويسر أمورهم، اللهم اشملنا معهم بالفضل والمغفرة، وارزقنا إقبال القلوب والفتح بالدعاء وأكرمنا بالإجابة والقبول.

ودمتم بخير.