الصهاينة أذكياء إلى درجة الدهاء، هم عكسنا تماماً، نحن العرب أغبياء إلى درجة السذاجة، وهم مخلصون لعرقهم ودينهم بعكسنا تماماً، حيث عُرِف عنا العمالة والخذلان لديننا وعرقنا العربي، ورغم قلة عددهم وشح مقدراتهم فإنهم يتحكمون في مصائرنا ويحركوننا كيفما يشاؤون رغم كثرتنا وتوافر مقدراتنا، ونحن كالعبيد الذي لا نريد الحرية والكرامة، وهم كالأسياد نخدمهم ونسهر لحمايتهم وراحتهم، هكذا واقعنا شئنا أم أبينا.كلنا نتذكر لورانس العرب الذي أسس جيشاً عرمرماً من «العربان» ليقاتل بهم الدولة العثمانية خدمةً لوطنه، وليسيطروا على مقدراتنا ومنطقتنا العربية ولينفذوا مشروعهم اللعين في تقسيمنا عبر «سايكس بيكو»، ولأننا سذج وأغبياء قبلنا خدمتهم وتنفيذ مخططهم وأطماعهم بمحض إرادتنا وطردنا الترك وقبلنا الصهاينة والغرب أسياداً جدداً لنا، دون أن نستغل تلك الفرصة لنتخلص من كليهما ونستقل بأوطاننا ومقدراتها فخرجنا من عبودية الترك لندخل في عبودية أسوأ منها، وهي خدمة العم سام.
وها هو التاريخ يعيد نفسه، بعد أن تيقن الأميركان من غبائنا ودهاء الصهاينة والإنكليز، وبعد تجربتهم الكارثية في حربهم بأفغانستان والعراق أرادوا إعادة التاريخ الذي لم نستوعبه حتى يومنا هذا، وبدلاً من أن يجلبوا جيوشهم لحماية مصالحهم اختاروا العرب لهذا الأمر، وجعلونا نتقاتل من أجلهم ومن أجل الصهاينة، فاتبعوا المثل العربي: «صل القوم على القوم واطلع من بينهم سالم» والكارثة أن الأوطان أوطاننا، وخيراتها يفترض أنها لنا، ومن الواجب أن نحميها لنتمتع بها، لا أن نتقاتل لندمر بلداننا، ثم نترك مقدراتها ليتمتع بها الأميركان وحلفاؤهم بسبب خيانتنا وسذاجتنا وغبائنا.سلطوا علينا إيران، ولكنها لم تكن أقل ذكاءً ودهاءً منهم، فهي تعرفنا جيداً، لذلك اكتفت بتحريض بعضنا على بعض مستغلة عمالة بعضنا، لتفككنا وتضعفنا وتشغل بعضنا ببعض، ونجحت دون أن تدخل بجيوشها لتحقق ما طلب منها، وما يخدم مصالحها.وها نحن نؤسس جيشاً عربياً إسلامياً ونشتري له الأسلحة والعتاد لنخوض حرباً نيابة عنهم قد تكون ضد إيران أو ضد العرب الموالين لها أو لتدمير ما تبقى من بلداننا، فلم نعرف حتى الآن مهمة هذا الجيش، ولكنه حتماً لم يكن فكرة عربية قومية لنتحرر من عبودية المستعمر، بل أجزم أنها حرب بالنيابة كحربنا ضد الترك فالتاريخ يعيد نفسه.يعني بالعربي المشرمح:لن يموت جندي أميركي أو صهيوني أو غربي أو حتى إيراني، فالقاتل والمقتول من العرب، ولن تدمر تل أبيب ولا واشنطن ولا طهران أو أي عاصمة غربية، بل ستدمر المدن العربية بأيادٍ عربية، وستطلق أميركا والغرب بعد انتهاء كل شيء مبادرة لإعمار ما دمر على أيدينا، وسندفع تكاليف ما دمرناه لشركاتهم فنزداد فقراً وجهلاً وينتعش اقتصادهم، وسيذكرنا التاريخ بأننا أمة ضحكت من جهلها الأمم!
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: قاتلنا وسنقاتل لأجلهم!
02-09-2017