الحجاج رموا وأفاضوا وتحللوا... و«الأضحى» يوحّد المسلمين

● الملك سلمان: خدمة بيت الله شرف وأمن المملكة مصون... وأمير مكة يعلن نجاح نفرة ضيوف الرحمن في زمن قياسي
● بوتين يهنئ والأسد يصلي قرب حدود لبنان
● كآبة في صنعاء... والموصل تستعيد سابق عهدها وكابول تنشد السلام

نشر في 02-09-2017
آخر تحديث 02-09-2017 | 00:05
مع إنهاء نحو مليونين و300 ألف حاج رمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي قبل توجههم إلى طواف الإفاضة في بيت الله الحرام، وحدت احتفالات عيد الأضحى المبارك العالم الإسلامي بمختلف ثقافاته وعاداته، مع امتلاء المساجد بالمصلين المكبرين والأسواق بالأضاحي، وازدانت الشوارع والطرقات بالزينة.
بعد نفرتهم من مزدلفة فجر أمس، رمى مليونان و352 ألفاً و122 حاجاً جمرة العقبة الكبرى، التي تشكل إدارة الحشود فيها أحد أكبر التحديات للسلطات السعودية في كل موسم، ثم ذبحوا هديهم وحلقوا شعر رؤوسهم أو قصروها، إيذانا بالتحلل الأول.

وأدى الحجاج في أول أيام عيد الأضحى المبارك نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بـ7 حصيات في انتظام وحركة هادئة وانسيابية في التنقل من مواقع إقامتهم وفق خطة التفويج المعدّة لذلك، وسط متابعة واسعة من الأجهزة الأمنية والخدمية السعودية.

وبعدها قام الحجاج بنحر الهدي والتحلل بالحلق أو تقصير شعورهم، قاصدين بعدها المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، ومن ثم السعي بين الصفا والمروة.

ولم يتبق أمام الحجاج من مناسك حجهم سوى نسك رمي الجمرات على مدى أيام التشريق الثلاثة المقبلة، والتي يتم خلالها المبيت في منى ابتداء من اليوم، فيما يجوز للمتعجلين أن يكتفوا برمي الجمرات ليومين فقط، بعدها يقوم الحاج بطواف الوداع ليبدأ رحلة العودة إلى وطنه.

ووفق الهيئة العامة للإحصاء، بلغ إجمالي عدد الحجاج أكثر من مليونين وثلاثمئة واثنين وخمسين ألفاً، بينهم مليون وسبعمئة واثنان وخمسون ألفا من خارج المملكة، والبقية من الداخل.

إشراف ملكي

وغداة وصوله إلى منى للإشراف المباشر على سير عمليات بالمناسك، شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، على أن المملكة لن تتوانى أبداً في حماية أمنها وصون استقرارها وحفظ مصالحها، مشيراً إلى أنها ستواصل توفير ما يحتاجه الحجاج من أمن وطمأنينة وراحة وسكينة.

وأكد الملك سلمان، خلال استقباله كبار المسؤولين وقادة القطاعات العسكرية، أن خدمة الحجاج «منهج لن تحيد عنه المملكة وستواصل السير عليه» معتبراً أن لقب خادم الحرمين «شرف لقادة هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى اليوم».

وشدد الملك سلمان على أن ما يقدمه منسوبو القطاعات العسكرية من جهود وأعمال متواصلة لخدمة حجاج بيت الله وتضحياتهم الكبيرة لحماية أمن المملكة، مهنئاً الحجاج بعيد الأضحى المبارك والأمة الإسلامية.

نفرة الحجاج

وعقب استقرار الحجيج بمزدلفة، أعلن مستشار خادم الحرمين، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، نجاح المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج، موضحاً أنها تمت في زمن قياسي عبر قطار المشاعر وخطة النقل الترددي من دون وقوع أي حوادث تذكر، وذلك على الأصعدة الأمنية والمرورية والصحية كافة.

وأكد الفيصل أن جميع الأجهزة والقطاعات الحكومية المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام تنفذ خططها وفق ما هو مرسوم لها، مبينا أن جميع الأجهزة ذات العلاقة تتابع الخدمات المقدمة، وتعمل على معالجة الملاحظات التي قد تحدث بشكل فوري.

احتفالات ووحدة

ورغم اختلاف الثقافات والعادات، تشابهت مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك حول العالم، فعجت المساجد بالمصلين المكبرين، وامتلأت الأسواق بالأضاحي، وازدانت الشوارع والطرقات بالزينة وسط فرحة الأطفال بملابس العيد الجديدة.

ووسط حشود من المسلمين، الذين توافدوا على المساجد للصلاة، أدى عدد من زعماء ورؤساء الدول العربية والإسلامية صلاة عيد الأضحى المبارك.

وقبل أدائه الصلاة، تبادل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الملك سلمان التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك، في اتصال هاتفي بحثا خلاله مستجدات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية.

وأدى نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد صلاة عيد الأضحى، في مسجد الشيخ راشد في زعبيل بدبي، فيما زار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ضريح مؤسس الدولة الشيخ زايد آل نهيان، في مسجده الكبير عقب أدائه صلاة العيد برفقة عدد من الشيوخ والمسؤولين.

وفي قطر، أدى الأمير تميم بن حمد، صلاة العيد في مصلى الوجبة، في الدوحة، وتبادل برقيات التهنئة مع كل من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس الفلسطيني والرئيس الإيراني حسن روحاني. أما عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، فأدى الصلاة بمسجد القصر الملكي، بحضور أفراد الأسرة الحاكمة ومسؤولي البلاد.

الأردن وسورية

وفي الأردن، هنأ الملك عبدالله الثاني، الأمة العربية والإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك، كما قدم التهنئة لحجاج بيت الله الحرام بمناسبة أداء مناسك الحج، وفي مصر أدى الرئيس عبدالفتاح السيسي صلاة العيد بمسجد محمد كريم، بمقر قيادة القوات البحرية، برأس التين في محافظة الإسكندرية.

وأدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الأضحى في بلدة قارة بريف دمشق قرب جيب غادره مقاتلو تنظيم «داعش» يوم الاثنين على حدود لبنان.

وأصبح الأسد، الذي اقتصرت تحركاته على دمشق لفترات طويلة بعدما تفجرت الحرب الأهلية في سورية قبل 6 سنوات، أكثر ثقة بالتحرك في أنحاء المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، بعدما أحرز الجيش وحلفاؤه سلسلة انتصارات.

كآبة وأزمة

شعبياً، أكد سكان صنعاء، الذين يعيشون في حرب ضروس منذ أكثر من عامين، أنهم يستقبلون عيد الأضحى بكآبة، لأن كثيرا منهم لم يتلق رواتبه منذ شهور.

وفي العراق، عادت أسواق شرق الموصل إلى سابق عهدها، واكتظت بالزائرين مع الاحتفال بعيد الأضحى، الذي يأتي بعد استعادة المدينة من قبضة تنظيم «داعش».

وبدأ الناس في التدفق ببطء عائدين إلى منازلهم، التي هجروها خلال 9 أشهر من الحرب، آملين في استعادة نمط حياتهم اليومي الذي اعتادوا عليه على مدى سنوات سبقت سقوط المدينة.

إلى ذلك، احتفل ليبيون ومهاجرون محتجزون في طرابلس بعيد الأضحى بأداء صلاة العيد، قبل أن يحتشدوا في أحد مراكز الاحتجاز العديدة، التي تتبع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، لنحر جمل.

إحلال السلام

ووسط أجواء من الخوف في العاصمة كابول في أعقاب سلسلة هجمات انتحارية أودت بحياة أكثر من 200 منذ بداية العام، بدأت أفغانستان احتفالات عيد الأضحى بالدعوة إلى السلام ومناشدة أطلقها الرئيس للجماعات المتمردة بإلقاء السلاح وبدء مفاوضات مع الحكومة.

وفي كلمة بمناسبة العيد، دعا الرئيس أشرف غني حركة «طالبان» لقبول السلام. وقال: «حان الوقت كي تقرر المعارضة المسلحة في أفغانستان ما إذا كان قد تربت على حليب أمهات هذا البلد وتستلهم نهجها من هذه الأمة أم أنها أداة للفرقة والفوضى يستغلها الغرباء».

رسالة بوتين

وفي رسالة تهنئة للمسلمين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن عيد الأضحى، الذي تمتد جذوره عميقاً في التاريخ يعكس الروابط التقليدية الوثيقة التي توحد المسلمين في روسيا، مؤكدا أن هذه التقاليد «تمثل طاقة بناءة وجامعة للمسلمين ووحدتهم في روسيا كانت وتظل تشكل أساساً متينا لتطوير الحوار بين الأديان ومعالجة المهام الملحة الماثلة أمام البلاد».

back to top