روسيا تصف نية أمريكية بتفتيش قنصليتها في سان فرانسيسكو بـ «الغزو»

نشر في 02-09-2017 | 12:52
آخر تحديث 02-09-2017 | 12:52
مجمع القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو
مجمع القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو
اتهمت روسيا الجمعة مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بأنه ينوي تفتيش مقر القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو التي أمهلت السلطات الأميركية موسكو حتى السبت لاغلاقها مع مجمعين آخرين في اطار نزاع دبلوماسي بين البلدين.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن عملية التفتيش مقررة السبت، متهمة السلطات الأميركية بتهديد «أمن» مواطنين روس وانتهاك حصانة دبلوماسييها.

وشوهد دخان أسود يتصاعد من مدخنة القنصلية الجمعة فيما أكدت فرق الاطفاء أن سببه قيام شاغلي القنصلية بحرق أشياء عشية إغلاق المقر.

وكانت الولايات المتحدة طلبت من روسيا الخميس إغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو ومجمعين دبلوماسيين في واشنطن ونيويورك بحلول السبت رداً على قرار موسكو خفض عدد الدبلوماسيين الأميركيين في روسيا.

ويشكل الخلاف بين القوتين النوويتين ضربة جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان تعهد العمل على تعزيز العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

غزو

وقالت زاخاروفا في بيان أن مكتب التحقيقات الفدرالي يعتزم اجراء تفتيش للقنصلية الروسية في سان فرانسيسكو «بما في ذلك شقق الموظفين الذي يقطنون المبنى ويتمتعون بالحصانة» بعد اجبارهم على مغادرتها مع عائلاتهم لفترة تصل إلى 12 ساعة.

وأوضحت زاخاروفا «نحن نتحدث عن غزو قنصلية ومساكن بعثة دبلوماسية»، وأضافت المتحدثة أن «مطالبة السلطات الأميركية تشكل تهديداً مباشراً لأمن مواطنين روس».

وتابعت زاخاروفا «نعترض بشدة على تصرفات واشنطن التي تتجاهل القانون الدولي»، مؤكدة أن موسكو «تحتفظ بالحق في اتخاذ تدابير انتقامية».

ويأتي الاجراء الأميركي رداً على قرار خفض عدد الدبلوماسيين في البعثات الأميركية في روسيا إلى 455 شخصاً في مهلة انتهت يوم الجمعة.

تحسين

في المقابل أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان أن «الولايات المتحدة نفذت بشكل كامل قرار الحكومة الروسية بتقليص حجم بعثتنا في روسيا».

وأعربت واشنطن عن أملها بتمكن الجانبين من «تفادي المزيد من الأعمال الانتقامية» وتحسين الروابط بينهما، محذرة في المقابل من أنها «جاهزة لمزيد من التحرك إذا اقتضى الأمر».

وهرع عمال الاطفاء إلى القنصلية الروسية بعد تلقيهم اتصالات من مواطنين رأوا الدخان يتصاعد منها، إلا أن أجهزة الاطفاء أوضحت في ما بعد أن لا شيء يدعو للقلق.

وأعلنت ميندي تالمادج المتحدثة باسم أجهزة الاطفاء في سان فرانسيسكو لفرانس برس «لا بد» أن موظفي القنصلية يحرقون أغراضاً ما.

اوباما

وتفادى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف توجيه اللوم إلى الإدارة الأميركية في التوترات الأخيرة، بل حمل الرئيس السابق باراك اوباما المسؤولية المباشرة عن ذلك.

وقال لافروف الجمعة «نحن منفتحون حتى في هذا الوقت على تعاون بناء في ما يتوافق مع المصالح الروسية».

وأضاف لافروف أن لا أحد يستطيع التحرك بدون تعاون مع الآخرين، مستعيناً بمقولة «رقصة التانغو تحتاج إلى شريكين»، موضحاً أن «شريكنا يؤدي مرة بعد مرة منفرداً رقصة البريك بريك دانس».

ومن المقرر أن يلتقي لافروف في نيويورك نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في سبتمبر الجاري.

ويشكل النزاع الدبلوماسي الحالي حلقة جديدة في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا التي شهدت تراجعاً إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة بعد ضم روسيا للقرم من أوكرانيا في 2014.

وفرض الغرب عقوبات ضد روسيا لتدخلها في أوكرانيا ما استدعى فرض روسيا حظراً انتقامياً على المنتجات الزراعية.

وارتفع منسوب التوتر العام الماضي بعد اتهام وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخطيط لعملية اختراق الكتروني والتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية لمصلحة ترامب.

طرد

وكان اوباما في آخر أيام عهده أمر بطرد 35 دبلوماسياً روسياً وإغلاق مجمعين دبلوماسيين تابعين لموسكو على خلفية هذه الاتهامات.

وامتنعت موسكو عن الرد على الخطوة الأميركية، إلا أنها وبعد اقرار الكونغرس عقوبات جديدة ضدها قرر الكرملين الرد طالباً تقليص حجم البعثة الدبلوماسية الأميركية في روسيا.

وبات أي انطباع بتقربه من روسيا مؤذياً لترامب بعد فتح تحقيقات بحصول تواطؤ بين فريق عمله والكرملين.

وعينت موسكو سفيراً جديداً في واشنطن هو اناتولي انتونوف المعروف بنهجه المتشدد والذي يبدي ارتياباً شديداً حيال مفاوضيه الأميركيين.

ودعا السفير الروسي الذي وصل إلى واشنطن الخميس، في اليوم الذي طلبت فيه الخارجية الأميركية من روسيا اغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو إلى «درس الوضع بهدوء».

واستشهد انتونوف بقول لينين أن «الاندفاعات الهستيرية لا تفيدنا».

وكان السفير الروسي السابق في واشنطن سيرغي كيسلياك أحد أقطاب الفضيحة المتعلقة بحصول تدخل روسي في الانتخابات الأميركية في نوفمبر من أجل مساعدة ترامب في الفوز على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.

back to top