تغريدة توفر الملايين!

نشر في 03-09-2017
آخر تحديث 03-09-2017 | 00:10
أجهزة التواصل مع الجمهور في المؤسسات الحكومية بحاجة إلى نفضة حقيقية وعقلية جديدة تتلمس الحاجات ولا تنتظر حدوث المشكلة.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

شاهدت إعلانات ذات مضامين وطنية جميلة لجامعات خاصة في شوارع رئيسة، لماذا تغيب جامعة الكويت عن مثل هذا الفعل الإعلامي المهم والمطلوب؟

***

جمهور من المغردين ونشطاء وسائل الإعلام الإلكتروني الأخرى يقدمون بالمجان خدمات مهمة لكثير من الوزراء القياديين وهم في مكاتبهم الوثيرة، فقد خطف هؤلاء- وكثير منهم هُواة- الأضواء من مصدرين أساسيين هما إدارات العلاقات العامة ومراقبات تلقي الشكاوى في الجهات الحكومية، وكذلك الصحف التي خف بريقها بسبب سرعة وسائل التواصل الاجتماعي في نقلها للأحداث، وبسبب أجندات ومصالح مُلاكها.

هاشتاق "عبير العجمي" مثلا ساهم منذ أيام في كشف أمور معيبة في شأن ذوي الاحتياجات الخاصة، والحملات التي يقودها متضررون أو محامون (وإن كانت لهم مصلحة)، فضحت عمليات النصب في معارض العقار، وناشطو حقوق الإنسان وجولاتهم الميدانية على مناطق سلطت الضوء على بؤر الفساد التي تغذي الاتجار بالبشر، والناشطون في البيئة ودورهم في كشف التعدي المزري على البحر والبر، وأمثلة لا تحصى بالطبع.

أجهزة التواصل مع الجمهور في المؤسسات الحكومية بحاجة إلى نفضة حقيقية وعقلية جديدة تتلمس الحاجات ولا تنتظر حدوث المشكلة، المسألة باتت حول جوهر كلمة تواصل لا تقديم معلومة، هناك أجهزة تتحكم في مصير الناس وحياتهم لكنها تستعذب مرمطة الناس في الذهاب إليها دون طائل، خذوا مثالاً على ذلك في التعليم العالي والعلاج في الخارج.

في العام الماضي لم تستطع الدولة كبح أسعار السمك الخيالية حتى تم تفعيل هاشتاق "خلوها تخيس"، فأصبح سوق السمك سوق أشباح، وكذلك عندما رفع المُفترى عليهم من إحدى شركات بيع وتسويق العقارات أصواتهم وكشفوا مهازل معارض العقار التي يفتتحها قياديون في وزارة التجارة وسط تصفيق الحضور!

هنا، وللإنصاف، توجد جهات فعلت التواصل مع الجمهور بشكل جيد، ومن ذلك حساب البلدية على "تويتر"، وقد جربته في مسألة تم حلها خلال ٢٤ ساعة، فالأمر لا يخلو من نقاط ضوء، وحتى يكون لما يقوله ويكشفه ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي قيمة فلابد من جهة داخل المؤسسات تكون على قدر نشاطهم وفعاليتهم في المجتمع، تتابع وتتواصل وترد وتقدم الجواب.

وأول إجراءات الاهتمام يتطلب تفعيل التواصل الإلكتروني مع الجمهور ووضعه بيد موظفين مسؤولين يتفاعلون بشكل مهني وسريع مع ما يكشفه المواطن من خلل في تقديم الخدمات أو الإبلاغ عن مخالفة.

ملاحظة أخيرة: قد توفر تغريدة واحدة من متطوع ملايين الدنانير إن كانت بلاغاً حول حريق في مبنى وهو في بدايته.

back to top