تهديد كوريا الشمالية يتخطى الصواريخ البالستية العابرة للقارات
يجب أن يبعث ترامب إلى كيم برسالة واضحة مع إيصال نسخة مطابقة منها إلى الرئيس الصيني تشي جينبينغ: إذا انفجرت أي قنبلة نووية مصدرها كوريا الشمالية على الأراضي الأميركية أو أراضي أي دولة حليفة، فسترد الولايات المتحدة كما لو أن كوريا الشمالية نفسها استهدفتها بصواريخ بالستية عابرة للقارات مزودة برؤوس نووية.
![ذي أتلانتك](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1596042803195388500/1596042822000/1280x960.jpg)
ولكن لا يستطيع أحد أن يلغي واقع أن بيونغ يانغ سبق أن تخطت ذلك الخط من دون أن تواجه أي عواقب خطيرة، ففي مطلع عام 2010، باعت كوريا الشمالية سورية مواد، وتصاميم، وخبرات ساعدتها في بناء مفاعل نووي يُنتج البلوتونيوم، ولو لم تدمره إسرائيل بضربة جوية عام 2007، لكان هذا المفاعل قد أنتج حتى اليوم كمية كافية من البلوتونيوم لصنع قنابل نووية عدة.ما الثمن الذي دفعته كوريا الشمالية؟ حصلت بيونغ يانغ على مالها، وتعرضت سورية للقصف، وعادت الولايات المتحدة بعيد ذلك إلى طاولة المحادثات السداسية، محاولةً بلا جدوى حمل كوريا الشمالية على التخلي عن أسلحتها النووية. تُعرف كوريا الشمالية في الأوساط الاستخباراتية بـ"منبع الصواريخ"، بعدما باعت صواريخ لإيران، وسورية، وباكستان، وغيرها. وكما ذكر وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، كوريا الشمالية مستعدة "لبيع أي مما تملكه لكل مَن يملك المال لشرائه"، والمفارقة أن النظام في بيونغ يانغ، الذي يفتقر إلى المال، سيملك حافزاً أكبر للعودة إلى السوق السوداء النووية مع سعي الولايات المتحدة لتشديد تطبيق العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.بالإضافة إلى الجهود الحالية، يجب أن يبعث ترامب إلى كيم برسالة واضحة مع إيصال نسخة مطابقة منها إلى الرئيس الصيني تشي جينبينغ: إذا انفجرت أي قنبلة نووية مصدرها كوريا الشمالية على الأراضي الأميركية أو أراضي أي دولة حليفة، فسترد الولايات المتحدة كما لو أن كوريا الشمالية نفسها استهدفتها بصواريخ بالستية عابرة للقارات مزودة برؤوس نووية.ساهمت "حرب الكلام" الأخيرة بين ترامب وكيم في تنبيه الأميركيين للخطر النووي الكوري الشمالي. صحيح أن الأميركيين يأملون أن تنجح المواجهة الحالية في وقف المزيد من التجارب النووية واختبارات الصواريخ البالستية العابرة للقارات، ولكن حتى لو نجحت سيكون على الولايات المتحدة أن تحاول العيش مع الخطر الواضح والدائم الذي تشكّله دولة كورية شمالية نووية.* غراهام أليسون