آمال : الكائن عمرو خالد

نشر في 03-09-2017
آخر تحديث 03-09-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي لطالما تساءلت، كلما تحدث مسؤول فاسد، أو كلما صدر بيان لحكومة لصوص: "هل هذا المسؤول الفاسد، كان يتوقع منا أن نصدق بيانه وكلماته حول حب الوطن والاستعداد للتضحية في سبيله، ونحن نرى كل هذا النهب وهذه الثروة التي هبطت عليه من خزائن الدولة؟ وهل تنتظر تلك الحكومة التي جمعت أعتى اللصوص ومنحتهم حصانة وصلاحية، هل تنتظر منا تقبيل جبينها ونحن نمسح دموعنا بعد حديثها عن جهودها في خدمة الوطن والمواطن والعروس والعريس؟ هل يعتقد هؤلاء الوزراء أن الناس بهذا المستوى من السذاجة كي يكذبوا كذباً مكشوفاً، ويقوموا بالتمثيل بطريقة مفضوحة ممقوتة؟".

أسئلة عبيطة، أكرر طرحها على نفسي كلما تكررت بيانات الحكومات الفاسدة والمسؤولين الفاسدين. وكنت أعتقد أن الحكومات هذه والمسؤولين هؤلاء يعلمون أننا نعلم أنهم كاذبون مفضوحون، لكننا بلا حول ولا قوة، فالحديد والنار والمال والمناصب هي صاحبة القرار في الوطن العربي في النهاية.

كان ذلك، أو كانت تلك التساؤلات قبل ظهور كائن في ثياب داعية ديني، اسمه عمرو خالد. وهو كما قلت "كائن" لا حكومة، لذا لا يمكنه استخدام الحديد والنار والثروات والمناصب في كسب الأتباع وتأديب الكارهين، ومع ذا هاهي ملايين البشر تتبعه في التواصل الاجتماعي، ويكسب، على ضوء ذلك، وعلى ظهر أولئك، ملايين الجنيهات.

ستقول لي إنه ممثل مكشوف، وأداؤه سمج مستفز، وأسلوبه منفر، وأقول أنا أكثر مما تقوله، بل أقول ما قاله البعض عنه وعن أمثاله: "هؤلاء أحد أهم أسباب إلحاد بعض الشبان المسلمين". لكن كما يقول العسكريون: "تعال لننظر إلى ما يحدث على الأرض". وما يحدث على الأرض هو أن كلمة هذا الكائن مسموعة موثوق بها، وتأثيره كاسح، وله مريدون ودراويش كثر، لا يقبلون خدشه ولا حتى لمسه، وتتسابق الفضائيات لتحظى بـ"شرف" استضافته على شاشاتها!

ما تفسير هذا إذاً؟ سأعطيك رأيي في المقالة المقبلة.

back to top