نصرالله يواجه غضباً عراقياً وتبريراته تطلق موجة تندر

• العرب والتركمان لتدويل أزمة كركوك
• الحكيم يحذر أربيل
• القوات تنتقل للحويجة

نشر في 02-09-2017
آخر تحديث 02-09-2017 | 19:30
عناصر من القوات العراقية قرب محطة الكهرباء التي هاجمها تنظيم داعش في سامراء أمس (أ ف ب)
عناصر من القوات العراقية قرب محطة الكهرباء التي هاجمها تنظيم داعش في سامراء أمس (أ ف ب)
لم يتعرض زعيم «حزب الله اللبناني» حسن نصرالله طوال تاريخه للانتقاد في العراق كما حصل الأسبوع الماضي، إثر صفقته مع «داعش» لنقل مقاتلين تابعين للتنظيم عبر «حافلات مريحة» من القلمون إلى الحدود العراقية، في حين لاقت تبريراته موجة سخرية وتندر واسعة.
ارتفعت أصوات معظم العراقيين مستغربة من الاتفاق الذي أبرمه زعيم "حزب الله" حسن نصرالله، المقرب من طهران ودمشق، وأدى إلى السماح لمقاتلين تابعين لـ"داعش" بالانتقال من القلمون على حدود لبنان إلى الحدود السورية- العراقية، واحتدت الانتقادات الساخرة والغاضبة خصوصاً أن التوقيت جاء محرجاً، فبغداد دفعت بأهم قواتها إلى الشمال وستنشغل بعد تحرير كامل نينوى بمعارك خطيرة في الحويجة قرب كركوك، ولا توجد لديها فرق قتالية كافية لمواجهة خطر على حدود الأنبار الرابطة بين بغداد وسورية، إلى درجة أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن استعداده لجمع متطوعين من أتباعه للذهاب إلى هناك وصد هجمات داعش التي ستحصل على تعزيزات بمئات المقاتلين المتطرفين الجدد بفضل اتفاق نصر الله!

وتصاعدت الانتقادات بلا توقف حتى أمس، وكانت من عيار ثقيل ما اضطر زعيم حزب الله اللبناني الى أن يوجه خطاباً خاصاً إلى الشعب العراقي في حالة نادرة جداً، وقال إن عدد المقاتلين الدواعش ثلاثمئة فقط وأنه ليس كثيراً!

لكن المدونين العراقيين ردوا على نصرالله ساخرين بأن ثلاثمئة داعشي يساوون ثلاثمئة انتحاري محتمل وعقائدي متطرف، وأن أقسى معارك الموصل لم يكن فيها أكثر من بضعة مئات يتحصنون بين المدنيين ويتسببون بسقوط الآف القتلى.

ولاء وطني

وانبرى زعماء لفصائل عراقية مقربة من إيران، إلى الدفاع عن نصرالله وتبرير خطوته، لكن هؤلاء تعرضوا بدورهم إلى انتقادات شديدة وواجهوا تشكيكاً بولائهم الوطني، ثم تبعهم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي مدافعاً عن زعيم حزب الله اللبناني قائلا، إن الاتفاق يمثل "ضرورة ميدانية" ما أثار سخرية واسعة من "خبرة المالكي الميدانية" التي سهلت سقوط ثلاث محافظات كبيرة في أواخر عهده عام 2014.

وكرر نصرالله مراراً في خطابه إلى العراقيين أن الدواعش المنسحبين "منهكون وفاقدون للإرادة ولن يهاجموا العراق"، لكن الشارع العراقي ظل يسأل ساخراً: إذا كانوا بهذا الضعف فلماذا لم يقم حزب الله بأسرهم والسيطرة عليهم؟

أهل الموصل

أما اهل الموصل فأغتنموا الفرصة لطرح أسئلة حزينة مثل: لماذا لم تتفاوضوا مع دواعش الموصل لإنقاذ المدينة من ويلات الحرب التي أتت على قلب الموصل القديمة بالكامل تقريباً، وخلفت عشرات الآف القتلى المدنيين، كما فعلتم ذلك في القلمون؟ حينها عاد المدونون إلى الأرشيف واستخرجوا تصريحاً متلفزاً يعود الى العام الماضي يقول فيه نصرالله، إن على العراق عدم السماح بانسحاب داعش من الموصل عبر مفاوضات "لأنها ستنتقل إلى سورية وستهاجم بقوة هناك" ما أثار غضباً إضافياً اذ كيف يرفض زعيم حزب الله التفاوض في العراق بينما يمارسه في لبنان ويتسبب بنقل مئات المتطرفين إلى مناطق قرب العراق.

وجاءت هذه المناسبة لتعزز تحولاً في المزاج العراقي والشيعي خصوصاً، إذ تشهد هذه الفترة انتقاداً شعبياً للميليشيات المتطرفة وسياسات إيران وترحيباً بتقارب بغداد مع الدول العربية، وهي تحولات ستجد أثرها في الانتخابات المقررة الربيع المقبل، حيث يبدو رئيس الحكومة حيدر العبادي متحالفاً مع الصدر والحكيم ومقرباً من مرجعية النجف، بينما يظل المالكي وبعض الميليشيات مقربين من نصرالله ودمشق وطهران بالطبع.

كركوك

في سياق آخر، بدأت أزمة كركوك تأخذ طابعاً خطيراً وحساساً، بعد توجهات مجلس المحافظة بشمولها باستفتاء استقلال إقليم كردستان في 25 الشهر الجاري، مما يدفع المكون العربي والتركماني بالتوجه نحو طلب الحماية الدولية، ومقاضاة المحافظ الكردي نجم الدين كريم بتهم فساد وخرق القانون.

وخلال مؤتمر عام في كركوك أمس، قال قياديون عرب إن مجلس المحافظة والإدارة المحلية، التي يهمين عليها الأكراد، يغتصبان حقوق كركوك، ويهددان السلم الأهلي، مؤكدين أن هذا الموقف سيدفعهم إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للمكونات فيها.

هذا الموقف تقابل أيضاً مع موقف تركماني، مع تلويح بعض القيادات بالبدء في إجراءات مقاضاة كريم، بتهم فساد وخروقات إدارية وقانونية، وربما أيضاً لمواقف المحافظ الأخيرة من استفتاء إقليم كردستان.

وطالب العرب والتركمان بالتدخل الفوري بعد التمرد على قرار القضاء بإلغاء قرار مجلس المحافظة برفع العلم الكردي على دوائر ومؤسسات المحافظة.

يأتي ذلك، في وقت يحذر فيه مراقبون من صراعات قومية في كركوك، بسبب قرار مجلسها المحلي بإجراء الاستفتاء، تمهيداً لضمها إلى كردستان.

الحكيم يحذر

في غضون ذلك، أعلن زعيم تيار التحالف الوطني عمار الحكيم، أن العراق ليس حدوداً، بل حضارة وتاريخ، وهو وطن العرب والأكراد والتركمان والمسيحيين وكل الأقليات.

وقال الحكيم، خلال تجمع عشائري، "علينا استحضار حسابات الواقع بين جميع المكونات، وعلينا ألا نبحث عن خرائط الانفصال، لأن الانفصال لايحل المشاكل، وعلينا حل مشاكلنا وتصفيرها".

الحويجة

إلى ذلك، انطلقت قطعات عسكرية إضافية تابعة لقيادة الشرطة الاتحادية من بغداد للمشاركة في عمليات "قادمون يا حويجة" لتحرير القضاء التابع لمحافظة كركوك، موضحة أن طائرات القوة الجوية باشرت كذلك بإلقاء ملايين المنشورات على القضاء وأن المنشورات تتضمن إبلاغ أهالي القضاء بـ"قرب خلاصهم من داعش".

إلى ذلك، قتل ثمانية أشخاص وأصيب 12 آخرون بجروح أمس، في هجوم انتحاري نفذه ثلاثة من "داعش" يرتدون أحزمة ناسفة ويحملون قنابل يدوية استهدف محطة التوليد الكهربائية الرئيسية في منطقة الجالسية جنوب سامراء.

وفي وقت سابق، أجلت دولة الشيشان أمس الأول من العراق ثمانية أطفال وأربع نساء، من أصول روسية وكازاخية، تُركوا في مناطق حررت حديثاً من "داعش"، حيث ذهبت بعض الروسيات إلى العراق للالتحاق بأزواجهن الذين انضموا للتنظيم.

«داعش» يهاجم كهرباء سامراء ويقتل 8
back to top