يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتخاذ خطوات عملية باتجاه "إصلاح منظمة الأمم المتحدة"، التي وصفها، أثناء حملته الانتخابية، بأنها ناد لقضاء "أوقات التسلية"، عبر تنظيم اجتماع لقادة العالم في مقر المنظمة بنيويورك 18 سبتمبر الجاري.وأفاد دبلوماسيون، أمس الأول، بأن ترامب سيطلب من قادة العالم في الاجتماع، الذي سيعقد عشية البدء الرسمي لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأييد إعلان سياسي من عشر نقاط لدعم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في "إحداث تغييرات ملموسة في المنظمة".
ولدفع الإصلاحات قدما، حصلت الولايات المتحدة على دعم 14 بلداً هي بريطانيا وكندا والصين وألمانيا والهند وإندونيسيا واليابان والأردن والنيجر ورواندا والسنغال وسلوفاكيا وتايلند والاوروغواي.وستؤكد الدول في الإعلان السياسي "التزامها خفض ازدواجية التفويض والتكرار والتداخل بما في ذلك داخل وكالات الأمم المتحدة"، ووجوب أن يجري غوتيريس "تغييرات ملموسة" في منظومة العمل الأممية لتحسين أدائها وجعله أكثر فعالية وكفاءة.وقال الدبلوماسيون، إن الدول الـ14 ستحضر الاجتماع الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة، وسيتحدث فيه ترامب في أول مشاركة له بالاجتماعات السنوية للمنظمة. وأشاروا إلى أن الوثيقة غير ملزمة لكنها تعكس دعما سياسيا للتغييرات داخل الأمم المتحدة.
«حرب القنصليات»
وفي وقت تبدو واشنطن عازمة على حشد أكبر تأييد لمقترحات غوتيريس التي ستبدأ مناقشتها بالأمم المتحدة في الأسابيع المقبلة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يحضر اجتماعات الجمعية العامة مع تصاعد "حرب القنصليات" بين بلاده والولايات المتحدة.وجاء إعلان بوتين بعد ساعات من اتهام موسكو، مساء أمس الأول، لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بأنه ينوي تفتيش مقر القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو التي امهلت السلطات الأميركية موسكو حتى أمس لإغلاقها مع مجمعين آخرين في واشنطن ونيويورك ردا على قرار السلطات الروسية بخفض عدد الدبلوماسيين الأميركيين.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن مكتب التحقيقات الفدرالي يعتزم اجراء تفتيش للقنصلية والملحقية التجارية "بما في ذلك شقق الموظفين الذي يقطنون المبنى ويتمتعون بالحصانة" بعد إجبارهم على مغادرتها مع عائلاتهم فترة تصل إلى 12 ساعة.وأضافت زاخاروفا: "نحن نتحدث عن غزو قنصلية ومساكن بعثة دبلوماسية". وتابعت المتحدثة ان "مطالبة السلطات الأميركية تشكل تهديداً مباشراً لأمن مواطنين روس".تصعيد كبير
وأكدت المتحدثة اعتراض بلادها على تصرفات واشنطن "التي تتجاهل القانون الدولي وتصعد بشكل كبير"، مشددة على أن موسكو "تحتفظ بالحق في اتخاذ تدابير انتقامية".وشوهد دخان أسود يتصاعد من مدخنة القنصلية أمس الأول، في حين أكدت فرق الإطفاء أن سببه قيام شاغلي القنصلية بحرق أشياء عشية إغلاق المقر.ولاحقاً، استدعت موسكو مستشار السفارة الأميركية في موسكو انتوني غودفري للاحتجاج على الإجراءات بشأن الملحقية التجارية.ويشكل الخلاف بين القوتين النوويتين ضربة جديدة للرئيس الأميركي الذي كان تعهد بالعمل على تعزيز العلاقات مع بوتين.في المقابل، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت عن أملها تمكن الجانبين من "تفادي المزيد من الأعمال الانتقامية" وتحسين الروابط بينهما، محذرة من أنها "جاهزة لمزيد من التحرك إذا اقتضى الأمر".هجمات كوبا
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، أن عدد العاملين في سفارتها في العاصمة الكوبية هافانا الذين تعرضوا لـ"هجمات صوتية"، أدت إلى إصابات متوسطة في الدماغ وفقدان سمع دائم لدى البعض، ارتفع إلى 19 شخصا. ومع طلب حركة التمرد السابقة الكولومبية (فارك) الصفح واقتراحها تشكيل حكومة انتقالية في 2018 خلال تقديمهاً رسميا حزبها السياسي "الثوري" الذي يشمل كل قطاعات المجتمع، دعا ترامب الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس لشن حملة على إنتاج وتهريب المخدرات، كما ناقش معه "الموقف السياسي والاقتصادي والإنساني المتدهور في فنزويلا".زيارة واحتيال
على صعيد منفصل، توجه الرئيس الأميركي إلى هيوستون وليك تشارلز في لويزيانا، أمس، للقاء ضحايا العاصفة المدمرة هارفي التي تعد واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة وتمثل اختبارا لإدارته.ومع انحسار بعض المياه عقب الرياح والأمطار المدمرة للإعصار هارفي تزايدت التقارير عن محترفي الغش والاحتيال الذين استغلوا الأزمة ورفعوا الأسعار بالمخالفة لـ"قانون حالة الكارثة"، حيث تلقت سلطات تكساس نحو 2000 شكوى.من جهة أخرى، اتخذ ترامب قراراً بتعديل وتعزيز الخطوط العريضة لاتفاقية الدفاع والتسلح مع كوريا الجنوبية ردا على استفزازات وتهديدات النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، في حين سخرت بيونغ يانغ من التدريبات المشتركة الأخيرة لواشنطن وسيول، وقالت إن منصات إطلاق صواريخها "مراوغة" ولا يمكن رصدها.بدورها، تنوي وزارة الدفاع الأميركية زيادة وتيرة دورياتها في بحر الصين الجنوبي الى دوريتين أو ثلاث شهريا، للتأكيد على حرية الملاحة في مياه متنازع عليها تقول الصين انها تخضع لسيادتها، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".