ترامب يريد إصلاح الأمم المتحدة وموسكو ترفض «غزو» قنصليتها
بعد تَندُّره عليها في 2016 ووصفها بأنها «نادٍ للتسلية»، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيادة تحرك لإدخال تعديلات على نظام عمل الأمم المتحدة بهدف تفعيله، وذلك خلال اجتماعه بقادة العالم في 18 الجاري بمقر المنظمة في نيويورك. ووفقاً لدبلوماسيين، فإن ترامب سيطلب من قادة العالم عشية بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تأييد إعلان سياسي من 10 نقاط لدعم الأمين العام أنطونيو غوتيريس لإحداث «إصلاحات عميقة» لتفعيل دور المنظمة في حل الأزمات والصراعات والمساعدات الإنسانية.ولدفع الإصلاحات قدماً، حصل ترامب على دعم 14 بلداً، هي بريطانيا وكندا والصين وألمانيا والهند وإندونيسيا واليابان والأردن والنيجر ورواندا والسنغال وسلوفاكيا وتايلند والأوروغواي.
وأكد الدبلوماسيون أن الدول الـ14 ستحضر اجتماعاً سيتحدث فيه ترامب في أول مشاركة له بالاجتماعات السنوية للمنظمة، مشيرين إلى أن الوثيقة غير ملزمة، لكنها تعكس دعماً سياسياً للتغييرات داخل المنظمة الأممية. وفي حين تبدو واشنطن عازمة على حشد أكبر تأييد لمقترحات غوتيريس التي ستبدأ مناقشتها في الأسابيع المقبلة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يحضر اجتماعات الجمعية العامة مع تصاعد «حرب القنصليات» بين بلاده والولايات المتحدة.وجاء إعلان بوتين بعد ساعات من اتهام موسكو، مساء أمس الأول، لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بأنه ينوي تفتيش مقر القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو التي أمهلت السلطات الأميركية موسكو حتى أمس لإغلاقها مع مجمعين آخرين في واشنطن ونيويورك، رداً على قرار السلطات الروسية خفض عدد الدبلوماسيين الأميركيين.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الـ»إف بي آي» يعتزم إجراء تفتيش للقنصلية والملحقية التجارية «بما في ذلك شقق الموظفين الذي يقطنون المبنى ويتمتعون بالحصانة»، بعد إجبارهم على مغادرتها مع عائلاتهم خلال فترة لا تتجاوز 12 ساعة.وحذرت زاخاروفا من الخطوة الأميركية باعتبارها «غزو قنصلية»، معتبرة أنها «تشكل تهديداً مباشراً لأمن مواطنين روس».واستدعت موسكو المستشارة الأميركية في موسكو أنتوني غودفري للاحتجاج على الإجراءات بشأن الملحقية التجارية، والتي تعد ضربة جديدة للرئيس الأميركي الذي كان تعهد بالعمل على تعزيز العلاقات مع بوتين.