في معرضه «أطلال بعيدة» الذي تنظمه «غاليري زمان» في بيروت (6 سبتمبر- 28 أكتوبر 2017)، يقدِّم الرسام التشكيلي السوري فتح الله زمرود، لوحات مفعمة ترمز إلى مجموعة مآوٍ مؤقتة وأماكن مهجورة، وتستحضر إلى الواجهة الآثار التي تخلّفها الحرب على النسيج العمراني ويصعب تجاهلها، وتتمثل بهياكل بنيانية مؤقتة ومظاهر طبيعية سرعان ما تأخذ مجراها، سامحة للغطاء النباتي المتمدد أن يقف شاهداً على مرور الزمن.

يقف الناظر وحيداً أمام اللوحات الضخمة الصامتة الخالية من أي وجود إنساني، محروماً التماهي مع أية شخصيّة متخيّلة ضمن العمل. تبدو السكينة في هذه الأعمال مفهوماً متضارباً، حيث تحاكي ضربات الفرشاة الإيمائية والخطوط الانسيابية الآثار الملموسة التي تخلّفها المآسي على البنية والبيئة المحيطة، لذا لا تعتبر بمثابة شاهد على الصدمة والنزاع فحسب بل على الأمل والإصرار أيضاً.

Ad

تبدو السماء خلف تلك المنازل المؤقتة، متصادمة مع الأرض تحتها كما لو أن عاصفة هوجاء هبطت فوق المشهد مبعثرة كل ما يمرّ في طريقها، كبحرٍ هائج من اللون يجتاح حياً مكتظاً بكثافة عمرانية هائلة من البنية المتهالكة، محتلاً واجهة اللوحة.

أما الخلفيّة الفسيحة والهائجة فتتجسّد من خلال الغيوم السائرة بسرعة في السماء وتتابع الهضاب وهي تتحرّك بانسجام تام في ما بينها. هذه العناصر مجتمعة تعيد إلى الذهن قوة الطبيعة التي تتجسّد في المناظر الطبيعية للفنان التعبيري النمساوي أوسكار كوكوشكا. فكما فنان القرن العشرين يتبع زمرود تجاه تلك المشاهد مقاربة تتجسّد في اعتباره التضاريس تعبيراً مجازياً يرصد صراع الإنسان ويصوّره من خلال مشاهد متبدّلة فيها حسّ ينذر بالشؤم. يهيمن تجريد الواقع على النمط التشكيلي لكلا الفنانين، حيث يتمّ ردّ التضاريس إلى عناصرها الأولية المتمثلة بضربات فرشاة ذاتية المرجعية واستخدامات إيمائية للون.

نبذة

ينتمي الفنان التشكيلي فتح الله زمرود (مواليد بيروت 1968) إلى خلفية سورية- لبنانية. درس الهندسة الداخلية في الجامعة اللبنانية الأميركية قبل أن يباشر في تجربة استوديو مكثفة، مع الفنانة لونا معلوف.

تزخر أعماله بتقينات عدة في الرسم والتشكيل مستوحاة في الغالب من شغفه بتصوير الأماكن المدمّرة والمهجورة. تعكس أعماله الأخيرة تصوّراً نقدياً للمكان والذي توصّل إليه بفضل دراسته الهندسة والفنون الجميلة واهتمامه الخاص الذي يوليه بضربات الفرشاة العنيفة والاستخدام اللافت للون في أعمال الفنانين التعبيريين الألمان.

عام 2014، عرض عمل زمرود ضمن «بقايا رمادية» في «غاليري أيام»، وبعد عامين كلفه بينالي الشارقة بإتمام عمل ضخم. يسلط الضوء على أعماله الجديدة من خلال معارض فردية في «غاليري أيام» بيروت و«غاليري أيام» دبي (2018) ضمن فعاليات آرت دبي.

بمجدك احتميت

طوابع بريدية تكريماً للجيش اللبناني «بمجدك احتميت»، مجموعة الباحث وارف قميحة، في «مقهى هاملت الثقافي»، محلة الرملة البيضاء، برعاية قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون.

ضمّ المعرض المجموعة الشخصية الخاصة لرئيس النادي وارف قميحة، وتتعلق بمحطات من تاريخ الجيش اللبناني منذ العام 1942 إلى اليوم ومن ضمنها عملية «فجر الجرود».

اعتبر رئيس النادي قميحة أن المعرض تلازم مع الانتصار الكبير الذي حققه الجيش في معركة «فجر الجرود»، وأن الجيش هو الحامي الوحيد لسياج الوطن والمدافع عن كرامة المواطنين.

أضاف: «بهذا المعرض، نفتخر أن نكون أدينا بعضاً من الواجب كجزء من المجتمع المدني في تقدير تضحيات الجيش وعطاءاته».

ضمّ المعرض طوابع بريدية وبطاقات ومغلفات بريدية تعود إلى 26 نوفمبر 1941، من بينها طابع إعلان الاستقلال في عهد الرئيس الراحل الفرد نقاش، ومجموعة صدرت عام 1944 بعنوان «مجموعة الاستقلال الأولى» لمناسبة ذكرى الاستقلال، كذلك مجموعة تحمل صورة مبنى البرلمان والسراي الصغير وبلدتي بشامون وراشيا عام 1944، وطابع بريدي خاص بالجيش صدر عام 1945 بموجب مرسوم حمل توقيع الرئيسين الراحلين بشارة الخوري وعبد الحميد كرامي.

كذلك ضمّ المعرض مجموعة صدرت عام 1946 وعليها علم الاستقلال للمرة الأولى، وأخرى تتعلق بذكرى الجلاء، وطابعاً بريدياً يحمل صورة اللواء فرنسوا الحاج (2008)، وطوابع لمعظم رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على قيادة الجيش.

ضمّ المعرض أيضاً مغلفات بريدية تظهر لقطات من صور رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في غرفة العمليات عندما أطلق عملية «فجر الجرود»، وإلى جانبه قائد الجيش العماد جوزف عون.