اختفاء موسم الصيف السنيمائي في مصر والاكتفاء بالفطر والأضحى
رغم أن موسم الصيف كان الأهم غالباً لصانعي السينما في مصر، ويحرص كثيرون منهم على طرح أفلامهم فيه، فإنه اختفى في الفترة الأخيرة واكتفى المنتجون بعيدي الفطر والأضحى لطرح أعمالهم، رغم قصر هذين الموسمين مقارنة بموسم الصيف الكبير.
هل السبب انخفاض الإنتاج السينمائي، أي عدم توافر أفلام تغطي مواسم الإيرادات كافة، من ثم اكتفى المنتجون بالعيدين حيث كثافة الحضور، أم هو حرص أصحاب دور العرض والموزعين على وجود مكان للأفلام الأجنبية التي تستقطب جمهوراً كبيراً، وتحقق مكسباً ضخماً مقارنة بالأفلام المصرية؟ عن هذه القضية كانت لنا المتابعة التالية.
هل السبب انخفاض الإنتاج السينمائي، أي عدم توافر أفلام تغطي مواسم الإيرادات كافة، من ثم اكتفى المنتجون بالعيدين حيث كثافة الحضور، أم هو حرص أصحاب دور العرض والموزعين على وجود مكان للأفلام الأجنبية التي تستقطب جمهوراً كبيراً، وتحقق مكسباً ضخماً مقارنة بالأفلام المصرية؟ عن هذه القضية كانت لنا المتابعة التالية.
أكّد الناقد نادر عدلي أن موسم الصيف كان الأهم سينمائياً في مصر منذ نجاح فيلم «إسماعيلية رايح جاي» خلاله وتحقيقه إيرادات كبيرة، ولكن منذ 2011 توقف منتجون كثيرون عن الإنتاج، واستغل أصحاب دور العرض الأمر لعرض الأفلام الأجنبية موهمين المنتجين بأن الأفضل لهم إطلاق أعمالهم في عيدي الفطر والأضحى وإجازة نصف العام. من ثم، ازداد فعلاً عدد الأفلام الأجنبية المعروضة خلال سنة من 40 إلى 250 فيلماً.وأضاف عدلي أن طرح أفلام قليلة التكلفة وتأجيل المشاريع الكبيرة لعيد الأضحى جاءا لتأكيد ضرورة الاستعانة بأعمال أجنبية الآن بحجة عدم وجود أفلام مصرية جيدة، في حين أن أي فيلم من الأفلام المؤجلة لو كان أطلق الآن لحقق إيرادات كبيرة. وتابع: «من اللافت أن يواجه فيلما «الكنز» و«الخلية» بعضهما بعضاً في موسم واحد، ويتركا الفرصة لأحدهما للانفراد بالإيرادات طوال شهر أغسطس، مع الأخذ في الاعتبار أن العودة إلى المدارس تأتي بعد الأضحى بعشرة أيام تقريباً. وبالنظر إلى إيرادات أفضل أفلام عُرضت خلال هذا العام ستجد خمسة أفلام أجنبية بجوار «هروب اضطراري»، ما يعني نجاح تفريغ مواسم السينما لصالح العمل الأجنبي».الناقدة ماجدة خير الله رأت أن انخفاض الإنتاج السينمائي تسبب في اختفاء موسم الصيف السينمائي، واكتفاء المنتجين بموسمي الفطر والأضحى، وتساءلت: «أين الأفلام المصرية التي تأخرت في النزول أو ظُلمت لصالح الفيلم الأجنبي؟ عدد الأفلام المصرية التي طُرحت خلال الأيام الماضية قليل جداً، وتنتمي إلى الأعمال قليلة التكلفة، ولم تحقق أي نجاح يُذكر».
خير الله أوضحت أيضاً أن صاحب دار العرض أو أي موزع يبحث عن الربح، وإن توافر فيلم مصري جيد لما تأخر في طرحه، ولكن الإنتاج السينمائي لدينا في انخفاض مستمر، ومعظم المنتجين اكتفى بالعيدين لأنهما يضمنان كثافة الحضور وتحقيق الإيرادات. كذلك لا تُطلق الأفلام الأجنبية الضخمة في هذا التوقيت، بل ابتداء من أكتوبر حتى يناير بعد انتهاء كبرى المهرجانات.
لا مبرر
بدوره ذكر المخرج محمد حمدي أن موسم الصيف السينمائي قُتل من دون مبرر، إذ اتفق الموزعون وأصحاب دور العرض على أن الإيرادات الكبيرة تتحقّق في الفطر والأضحى فحسب لأنهما الأكثر كثافة جماهيرياً، بينما بقية السنة للأفلام قليلة التكلفة، إذ يخشى صانعو الأعمال الكبيرة من التضحية بفيلم إنتاجه ضخم في موسم غير مضمون النجاح، ذلك رغم أن تجارب كثيرة طُرحت بعيداً عن العيدين وحققت إيرادات جيدة مثل «القرد بيتكلم» و«مولانا».وأضاف حمدي: «تُدار الدراما التلفزيونية بالمنطق نفسه من خلال التركيز على شهر رمضان، ولكن مبررها أن سعر العمل في رمضان مختلف عنه في بقية المواسم، بينما في السينما لا مبرر لذلك سوى انعدام الرؤية وسوء التخطيط».حمدي أكّد أن عرض الفيلم الأجنبي لا علاقة له بتوقيت إطلاق الأعمال العربية، لأن المواسم مُحددة ومعلومة مسبقاً، ولكنّ الموزعين هم من قرروا الاكتفاء بالعيدين.عبد الجليل حسن
أوضح المستشار الإعلامي للشركة العربية عبد الجليل حسن أن انخفاض الإنتاج السينمائي هو المسؤول عن اختفاء موسم الصيف مع الأخذ في الاعتبار انشغال الجمهور بالسفر والمصايف، وعدم اهتمامه بالسينما في هذا الوقت. وأضاف: «اختار صانعو الأفلام موسمين مضمونين لتحقيق الإيرادات وجذب الجمهور، في رأيهم، ولكن أي فيلم يُطرح الآن لن يُحقق إيرادات عالية كما يتوهّم البعض».كذلك أشار إلى أن عرض الأفلام الأجنبية لا علاقة له بتقلص الموسم السينمائي، وإنما عدد الأفلام المصرية وانخفاضها هو السبب، لأن الأعمال الأجنبية كانت تُعرض طوال العام بجوار الأفلام المصرية، ولم يؤثر ذلك في وجود موسم أو اختفائه لأن لكل نوع جمهوره الذي يقصده.
المخرج محمد حمدي أكّد أن عرض الأفلام الأجنبية لا علاقة له بتوقيت إطلاق الأفلام المصرية