هل تنجح أوروبا في تفادي حرب أهلية فنزويلية؟
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
كيف تستطيع أوروبا إظهار مدى جديتها؟ يجب أن تشمل الخطوة الأولى عقوبات مستهدفة يفرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولي النظام، يشكل التدخل العسكري، الذي هدد به ترامب، خطأ فادحاً، يُعتبر مجرد التلويح بتدخل مماثل مضراً لأنه يخدم مصالح النظام بمنحه حجة لإحكام قضبته على السلطة في وجه التهديد الخارجي المزعوم. علينا بدلاً من ذلك الضغط على الحكومة لتبدأ التفاوض بجدية بشأن انتقال السلطة. بالإضافة إلى العقوبات ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يبدأ بالضغط لتبني سياسة دولية مشتركة بشأن فنزويلا، ويلزم أن تسعى بروكسل بدأب لتوحّد الولايات المتحدة ودول في أميركا اللاتينية مثل كولومبيا، ومكسيكو، والبرازيل بغية تشكيل مجموعة اتصال، تماماً كما حدث خلال حروب البلقان في تسعينيات القرن الماضي وأخيراً في أوكرانيا. تسهّل هذه الخطوة التعاون والرد الدولي الأكثر فاعلية بغية المساهمة في دعم أي انتقال مستقبلي إلى الديمقراطية.لا شك أن الأزمة الفنزويلية ستستلزم في نهاية المطاف حلاً فنزويلياً، لذلك على مجموعة الاتصال هذه، بعد تحديد مقاربة مشتركة، أن تسعى إلى عقد محادثات تجمع الحكومة الفنزويلية والمعارضة إلى طاولة مستديرة وتوجّه عملية انتقال السلطة رسمياً وإعادة إرساء الديمقراطي، وكي نفهم كيف تسير هذه الأمور يكفي أن نتأمل محادثات عام 1989 في بولندا، وتقوم الخطوة الأولى نحو محادثات مماثلة على إرسال الاتحاد الأوروبي بعثة رسمية إلى فنزويلا، فقد دعت قرارات عدة صادرة عن البرلمان الأوروبي إلى خطوة مماثلة لأنها تتيح التعاطي مع كل اللاعبين وتقييم الوضع على الأرض.باختصار، الجواب البسيط عن السؤال المطروح في عنوان هذا المقال هو "كلا"، لن يتمكن الاتحاد الأوروبي بمفرده من وقف الحرب الأهلية في فنزويلا، ولكن بدعمه كلماته القوية وبأعمال حازمة، مثل العقوبات المستهدفة، وبسعيه بدأب لتوحيد الجهود الدولية، قد ينجح في إحداث تغيير. صحيح أن المستقبل يزداد سوداوية مع كل يوم يمر، إلا أن النتيجة العنيفة لم تصبح حتمية بعد.* ديتا تشارانزوفا - Dita Charanzová