سبحان الله
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
أنا عاطفية، أنا ساذجة، لا أفقه شيئاً من الأساليب الحكومية الرشيدة، إذاً هل يمكن أن يتكرم عليّ كريم بالتفسير؟ تمنع استخراج البطاقة، وبالتالي تمنع استخراج الجواز وبالتالي تسد كل مرافق الحياة، لا عمل ولا تعليم ولا طبابة ولا امتلاك ولو حتى لتلفون نقال، ثم المطلوب من هذا البدون أن يعدل وضعه، طيب كيف؟ ألا يحتاج إلى تعديل الوضع للوصول إلى دولة أخرى والإقامة فيها للتحصل على جنسيتها؟ كيف يعدل وضعه وهو في البلد هنا؟ يشتري جوازا مزورا حسب نصائحكم سابقاً؟ هذه الفكرة نجحت بإعجاز ما شاء الله، والدليل أن لدينا بدون البدون الآن، أصحاب جوازات مزورة انتهت صلاحية الجوازات التي حرضتهم أنتم يا حكومة على شرائها، الآن لا هم من جوازاتهم المزورة ولا هم من وضعهم كبدون، هم بدون البدون، كائنات هلامية لا مكان لها على أرض الواقع. أحد يفهمني، كيف حلت المشكلة؟يا ناس، يا عالم، يا عقل، يا منطق، لا بطاقة ولا جواز، لا علم، لا طبابة، لا عمل، ممنوع تسافر، وممنوع تعمل في البلد، ممنوع تخرج وممنوع تبقى، ممنوع تعيش وممنوع تموت، ما هو المطلوب بالضبط؟ كيف تريدون التخلص من بدون لا شهادة لديه ولا حرفة ولا ورقة ولا مبلغ ماليا ولا حتى جواز سفر يعينه أن يلجأ إلى مكان آخر ليبدأ فيه حياة جديدة؟ ما هي فاعلية حل منع تجديد البطاقات ومنع استصدار الجوازات القائم منذ مدة والذي بلغ مراحله القصوى اليوم؟ كيف "خلصتنا" هذه التدابير من البدون؟ كيف يخلصك منع استصدار جواز سفر من إنسان كل خلاصك منه هو أن يغادرك، أن يسافر؟ هل رفض إصدار البطاقة يعني مسح الفرد من الوجود؟ هل رفض إصدار الجواز نجح في إرسال البدون الى "بلدانهم الأًصلية" التي تزعم الحكومة انتسابهم إليها؟ هل يمكن أن ترسل أحداً لبلد آخر بدون جواز أًصلاً؟ هل رفض إصدار البطاقة نجح في إجبار أحد على إظهار الجوازات والجنسيات الخفية المزعومة؟ هل نتج حل جذري بعد ثلاثين سنة وتزيد من قمع الناس وإذلالهم؟ تمنع الناس البطاقة التي تسير حياتهم، وبالتالي تمنع عنهم التعليم والطبابة والعمل وكل طريق رئيسي في الحياة وترفض أن تعطيهم جوازا يغادرون به؟ ماذا يفعلون؟ يطيرون بالليل أم ينقلون أنفسهم بأشعر الليزر لمكان آخر؟ أفهموني لربما أنا لا أفهم.