نعم... هناك «قضية كردية»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهكذا، فإن هناك قضية كردية إقليمية فعلية، وهي قضية محقة، ولا بد من معالجتها، لا بالحروب والتدمير والقتل، ولكن بالاعتراف بأنّ لهؤلاء "الأشقاء" فعلاً حقوقاً كحقوق العرب والأتراك والإيرانيين، وأن في طليعة هذه الحقوق وأهمها حق تقرير المصير، والأفضل أن يكون هذا بالتفاهم وبالوسائل السلمية، وانطلاقاً من أنّ معطيات القرن العشرين السياسية من غير الممكن استمرارها في القرن الحادي والعشرين، وفي القرون المقبلة، ولذلك فإنه غير جائز، لا بل هو جريمة كبرى، أن يبقى التعامل مع هؤلاء الإخوة على أنهم رقم منسيٌّ غير معترف به.إنه لا يجوز التعامل مع هذا الشعب الكردي على أنه مادة "لاصقة" للحفاظ على وحدة الدول المزعزعة والمتصدعة، التي أصبح الأكراد جزءاً منها، وفقاً لمؤامرات وألاعيب القرن العشرين الدولية. والحقيقة أنه إذا كان هذا ممكناً، وبالقوة في القرن الماضي، فإنه لم يعد ممكناً في هذا القرن، ولذلك فإن ما يجب أن تفهمه وتدركه الدول المعنية هو أن من الأفضل التعاطي مع هذه المسألة، التي كانت ولاتزال وستبقى إحدى مشاكل هذه المنطقة الرئيسية، بالتفهم والتفاهم وبالوسائل والأساليب السلمية، وبعيداً عن "شوفينية" القرن الماضي القومية.إنه ليس ذنب الأكراد، هؤلاء الأشقاء الذين كان أجدادهم في طليعة المدافعين عن هذه المنطقة، وأبرزهم البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي، أنْ تكون وحدة الدول، التي أصبح وطنهم (القومي) موزعاً بينها، متشظية ومهددة بحقهم في تقرير مصيرهم، إلى حدّ أن بعض هذه الدول، إيران مثلاً، متمسكة حتى الآن بإنكار وجودهم، وإلى حد أنَّ لعبة الأمم في عهد الشاه الإيراني رضا شاه قد تصدت لأول محاولة استقلالية كردية، وأسقطت جمهورية مهاباد الكردستانية عام 1946، وأعدمت مؤسسها القاضي محمد، حين كان الملا مصطفى البارزاني والد مسعود البارزاني وزير دفاع لها ورئيس أركان لقواتها المسلحة.