تجربة كوريا الشمالية النووية توتّر الأسواق العالمية

انخفاض الأسهم الأوروبية والآسيوية وارتفاع الين مع تراجع الإقبال على المخاطرة

نشر في 04-09-2017
آخر تحديث 04-09-2017 | 18:20
No Image Caption
هبط مؤشر نيكي الياباني في ختام تعاملات، أمس، بعدما أجرت كوريا الشمالية أقوى اختباراتها النووية في الوقت الذي يتوقع بعض المتعاملين المزيد من التراجع بعد استئناف التداول في الولايات المتحدة عقب عطلة أمس.
تعهد وزير المالية الكوري الجنوبي كيم دونغ يونغ بتطبيق سياسات لدعم الأسواق المالية إذا ظهرت علامات على امتداد عدم الاستقرار الذي سببته أحدث تجارب كوريا الشمالية النووية إلى الاقتصاد الحقيقي.

وقال كيم، في اجتماع تقرر عقده بشكل عاجل مع البنك المركزي وجهات الرقابة المالية قبل فتح الأسواق المالية: «إننا ندرك أنه قد تكون هناك تداعيات سلبية إذا عادت الأخطار الجيوسياسية للظهور».

وأضاف: «سنراقب الاقتصاد على مدار اليوم، ونقوم بردود سريعة وحازمة لتحقيق استقرار الأسواق طبقا لخطتنا الطارئة وفقا للحاجة».

وهبط مؤشر نيكي الياباني في ختام تعاملات أمس بعدما أجرت كوريا الشمالية أقوى اختباراتها النووية في الوقت الذي يتوقع بعض المتعاملين المزيد من التراجع بعد استئناف التداول في الولايات المتحدة عقب عطلة أمس.

وهبط مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 0.9 في المئة إلى 19508.25 نقاط من مستوى يوم الجمعة الأعلى في أسبوعين، في حين تراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا واحدا في المئة إلى 1603.55 نقاط.

ونزلت جميع المؤشرات الصناعية الفرعية البالغ عددها 33 مؤشرا في بورصة طوكيو للأوراق المالية باستثناء ثلاثة مؤشرات فقط مع تراجع 90 في المئة من الأسهم على منصة التداول الرئيسية.

وانخفضت أسهم تويوتا موتور 0.2 في المئة متفوقة في أدائها على السوق بشكل عام بعدما أعلنت الشركة مبيعات قوية في الولايات المتحدة خلال أغسطس.

وارتفع الين أمام الدولار مع تقليص المستثمرين انكشافهم على الأصول التي تنطوي على قدر أكبر من المخاطرة بعدما أجرت كوريا الشمالية أقوى اختباراتها النووية.

وانخفض الدولار إلى 109.22 ين في التعاملات الآسيوية المبكرة لكنه تعافى تدريجيا بعد ذلك ليقترب خلال التعاملات من 109.92 ين قبل أن يعاود الهبوط في وقت لاحق. وانخفض الدولار 0.7 في المئة خلال اليوم إلى 109.50 ين.

وتجددت الضغوط على الدولار أمام الين ولامست العملة الأميركية مستويات دون 109.50 ين بعدما قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنها ما زالت ترى إشارات على أن كوريا الشمالية تخطط لإطلاق المزيد من الصواريخ الباليستية.

وهبط اليورو 0.5 في المئة أمام العملة اليابانية إلى 130.22 ين بعد أن كان نزل إلى 129.65 ين في التعاملات الآسيوية المبكرة الاثنين.

وأمام الدولار، ارتفع اليورو 0.3 في المئة إلى 1.1891 دولار ليظل دون أعلى مستوى في عامين ونصف العام الذي بلغ 1.2070 دولار الأسبوع الماضي.

ويعتبر الين الياباني ملاذا آمنا لأن الفائدة على العملة متدنية جدا، مما يشجع المستثمرين لشرائه واستخدامه للاستثمار في الأصول الأكثر مخاطرة.

كما أن اليابان أكبر مقرض خارجي، لذا في أوقات عدم اليقين يتوقع المستثمرون أن اليابانيين سيعيدون استثماراتهم الخارجية إلى بلدهم مما سيرفع الطلب على الين.

إلا أن تراجع الين من المستويات المرتفعة التي كان قد سجلها فور صدور خبر الصاروخ الكوري يشير إلى أن الأسواق ليست قلقة جدا حيال تفاقم الموضوع رغم تحذير الولايات المتحدة لكوريا الشمالية.

أما اليورو فيبقى حتى الآن أقل من أعلى مستوياته في عامين ونصف العام مقابل الدولار التي كان قد سجلها الأسبوع الماضي.

وفي أوروبا، انخفضت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة بعد أن ضربتها موجة بيع واسعة النطاق عقب التجربة النووية مما أدى إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة، في حين هبطت أسهم نوفارتس بعد أنباء عن استقالة الرئيس التنفيذي للشركة.

وانخفض المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية والمؤشر ستوكس 50 للأسهم القيادية بمنطقة اليورو 0.5 في المئة، في حين تراجع المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2 في المئة.

ولم يسجل أي قطاع في أوروبا أداء إيجابيا، في حين قاد قطاع البنوك التراجعات لينخفض مؤشره 0.9 في المئة.

وكانت أسهم فيات كرايسلر ضمن أكبر الخاسرين حيث انخفضت 2.2 في المئة بعد أن قال الرئيس التنفيذي سيرجيو مارشيوني إن الشركة المنتجة للسيارات لم تتلق عروضا ولا تعكف على العمل على أي «صفقة كبيرة».

وانخفضت أسهم نوفارتس لصناعة الأدوية 0.7 في المئة. وقالت المجموعة إن رئيسها التنفيذي جوزيف جيمينيز سيتقاعد في 2018 ليترك لرئيس تطوير الأدوية الأصغر عمرا فاسانت ناراسيمهان البالغ من العمر 41 عاما مهمة إدارة الشركة بدءا من فبراير.

وتراجع أداء أسهم نوفارتس، التي تحتل المركز الثالث من حيث الوزن على مؤشر إم.إس.سي.آي أوروبا، عن أداء قطاعها على مدى السنوات العشر الماضية.

ومن بين الأسهم المرتفعة، استفادت أسهم راندجولد وفريسنيلو من اندفاع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.

وكان المؤشر كاك 40 الفرنسي فتح منخفضا 0.63 في المئة بينما نزل المؤشر داكس الألماني 0.74 في المئة.

الذهب عند أعلى مستوى في عام

ارتفعت أسعار الذهب امس 1 في المئة إلى أعلى مستوياتها في نحو عام، بعد أن أجرت كوريا الشمالية أحدث وأقوى اختبار نووي، ما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الأصول التي تنطوي على ملاذ آمن.

وبحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بما يزيد قليلا على 1 في المئة إلى 1338.36 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ أواخر سبتمبر عند 1339.47 دولارا للأوقية.

وزاد الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر 1 في المئة إلى 1344 دولارا للأوقية.

وقال نائب الرئيس لأبحاث السوق لدى «إف إكس تي إم» جميل أحمد: «الذهب ارتفع بعد تنامي التوترات الجيوسياسية مجددا حول كوريا الشمالية. هذا يبدو كشراء من المتعاملين سعيا وراء الملاذ الآمن. يبدو أن تلك التوترات لن تتبدد، ومن المرجح أن تشجع المستثمرين على التمسك بمراكزهم في الذهب».

ونفذت كوريا الشمالية الأحد سادس اختباراتها النووية، لما أسمته قنبلة هيدروجينية متقدمة، الأمر الذي يثير احتمالات برد عسكري «شامل» من الولايات المتحدة إذا تعرضت هي أو أحد حلفائها للتهديد.

وارتفعت السندات السيادية أيضا في الوقت الذي حث اختبار كوريا الشمالية المستثمرين على التحول تلقائيا صوب الملاذات الآمنة، رغم أن خسائر الأسهم كانت متواضعة.

ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 1 في المئة إلى 17.85 دولارا للأوقية، بعد أن لامست أعلى مستوياتها منذ أواخر أبريل عند 17.90 دولارا للأوقية.

وصعد البلاتين 0.7 في المئة إلى 1011.50 دولارا للأوقية، بعد أن سجل أفضل أداء منذ أوائل مارس عند 1014.70 دولارا للأوقية.

وزاد البلاديوم 0.9 في المئة إلى 988.902 دولارا للأوقية، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ فبراير 2001 عند 1001 دولار في التعاملات المبكرة.

back to top