«معهد العالم العربي» في ذكرى افتتاحه الثلاثين...

معارض وحفلات فنية وندوات ثقافية

نشر في 05-09-2017
آخر تحديث 05-09-2017 | 00:04
في الخريف المقبل يحتفل «معهد العالم العربي» في باريس بالذكرى الثلاثين لافتتاحه الرسمي عام 1987، وذلك عبر برمجة غنية بالأفكار والأحداث، من المعارض المهمة والمجموعات الجديدة في المتحف والحفلات الموسيقية والضيوف الكبار. وسيكون 29 سبتمبر الجاري يوماً مشهوداً نرى فيه مشربيات المعهد الشهيرة على واجهته، تنفتح وتنغلق، وقد عادت إلى تطبيق البرنامج الإلكتروني الذي صممت من أجله في البداية بعدما تعطّلت سنوات عن العمل.
يتضمّن برنامج احتفالات «معهد العالم العربي»: معرض «مصورو العالم العربي» (دورته الثانية 13 سبتمبر- 12 نوفمبر). بالمشاركة مع «بيت الصورة الأوروبي» وستة أماكن باريسية أخرى.

«مسيحيو الشرق، 2000 عام من التاريخ» (26 سبتمبر- 14 يناير 2018)، للمرة الأولى يتناول حدث بهذا الحجم تاريخ مسيحيي الشرق منذ دعوة المسيح في فلسطين وانتشار الدين الجديد بين البحر الأبيض المتوسط والفرات حتى المجتمعات المسيحية الحالية في الشرق الأوسط التي هي جزء لا يتجزأ من العالم العربي الذي ساهمت في بنائه. في المعرض قطع أثرية فريدة لم تعرض سابقاً في أوروبا. منها مثلاً مخطوطة للإنجيل مصورة سريانية شهيرة من القرن السادس، أو فسيفساء الكنائس الفلسطينية والسورية.

المتحف

يغير متحف معهد العالم العربي بعض القطع الأثرية المعروضة فيه ويقدم لزواره مختارات مختلفة من مجموعاته. كان المتحف جزءاً من هذا المعهد منذ ولادته، وشكّل مجموعته، شيئاً فشيئاً، من مقتنياته والقطع التي وهبت له، ابتداء من عام 1982. وتضم المجموعة خليطاً من الآثار والفنون الإسلامية والمشغولات الحرفية، بالإضافة إلى قطع من الفن العربي الحديث والمعاصر. كان متحف معهد العالم العربي أول مؤسسة فرنسية تهتمّ باقتناء أعمال من هذا الفن لتشكِّل مجموعة من أوائل المجموعات في الغرب. وستكون الاحتفالات بتـأسيس المعهد والمتحف مناسبة لإبراز هذه المجموعة التي تضمّ أكثر من 450 عملاً لأهم الفنانين العرب أمثال مروان وأحمد شرقاوي وإيتيل عدنان.

المشربيات

في 29 سبتمبر الجاري تعود الحياة إلى مشربيات المعهد التي صارت علامته الفارقة. على الواجهة الأمامية للمعهدـ ستنفتح وتنغلق 240 مشربية بعد سنوات من الجمود، خلال سهرة يرى فيها الجمهور هذه المشربيات في عرض ساحر للضوء والصوت، وستكون فاتحة لعطلة نهاية الأسبوع، يفتح خلالها معهد العالم العربي أبوابه ليستضيف الجمهور في قاعاته ومعارضه، وفي أنشطته الثقافية والفنية الغنية في تلك الفترة.

موسيقى

من 24 إلى 26 أكتوبر المقبل، يتلون المعهد بألوان لبنان خلال هذه الأيام الثلاثة عبر خمسة عروض تكرم هذا البلد بالشعر والموسيقى: «إلك يا بعلبك» مع عازف البيانو سيمون غريشي بالمشاركة مع مهرجان بعلبك الدولي، وسهرة مع كل من شربل روحانا وجاسر الحج يوسف وايلي خوري، وثلاث حفلات مع مجموعات جديدة في الساحة الفنية اللبنانية بالمشاركة مع مهرجان بيروت Who killed Bruce Lee -Kinematik -The great departure.

من 10 أكتوبر إلى 7 يناير، يستضيف معهد العالم العربي طاهر بن جلون في دعوة مفتوحة تظهر وجهاً آخر لهذا الكاتب المغربي الحائز جائزة غونكور عام 1987، عام افتتاح المعهد. نكتشفه هنا رساماً يعرض لوحاته منذ 2013 في إيطاليا والمغرب، وللمرة الأولى الآن في مؤسسة فرنسية. بالتوازي مع المعرض، يستقبل بن جلون تلامذة من مدرسة إعدادية في زيارة خاصة لمعرضه، بالإضافة إلى لقاءات في مكتبة المعهد مع ليلى سليماني وعبد الملك ودومينيك بينو، وحوار مع جان كلود كاريير.

في24 و25 و26 نوفمبر سيكون الموعد مع الدعوة المفتوحة لمغني الراب أوكسيمو بوتشينو الذي يستضيف 12 فناناً شاباً أعمارهم أقل من 30 عاماً في قاعة الأعمدة في المعهد. يعزف بنفسه في سهرة يوم الجمعة ويدير موسيقى قيلولة صوتية بعد ظهر يوم الأحد.

كلمة رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ

بمناسبة مرور 30 سنة على افتتاح «معهد العالم العربي» كانت لرئيسه جاك لانغ كلمة قال فيها: «ثلاثون عاماً: زمن للشباب. زمن كاف كي يتغير بعمق عالم واحد ومتنوع هو العالم العربي الذي صار المعهد سفيراً لثقافته في باريس وفي فرنسا كلها».

وبيّن أن فكرة تأسيس المعهد انبثقت منذ نحو 40 عاماً بمبادرة من الملك خالد بن عبد العزيز والرئيس فاليري جيسكار ديستان، ثم تجسدت في مشروع هندسي متميز قدمه جان نوفيل، و«كنت وزيراً للثقافة عندما بدأ تنفيذه في فترة رئاسة فرانسوا ميتران».

عرف المعهد، بحسب لانغ، كيف يتجدد من دون توقف كي يفرض نفسه مكاناً لا غنى عنه للتعرف إلى العالم العربي في حضارته المزدهرة وثقافته الحية، ليتحول، خلال 30 عاماً، إلى إحدى أكثر المؤسسات الثقافية نشاطاً لا في العاصمة الفرنسية فحسب بل في العالم العربي نفسه، واضعاً نفسه في قلب حياته الثقافية.

«كان تجديد المبنى هو الشاغل الأول عام 2017»، قال لانغ، «فقد انتهى العمل في المكتبة وأعيد افتتاحها في مارس، وستعود المشربيات، رمز المعهد، إلى العمل في سبتمبر، حيث ستسلط الأضواء على هذا البناء المبتكر شاهدة على أن كل أولئك الذين دعموا فكرته ورسموا تصميمه كانوا من أصحاب الرؤى».

المعهد يستضيف طاهر بن جلون من 10 أكتوبر إلى 7 يناير

خمسة عروض تكرِّم لبنان بالشعر والموسيقى
back to top