مصر : «أبوشنار»... مطمع لليهود وهدف لـ «داعش»

«ياميت» تشهد أطلال معبد... والإرهاب حاول فرض «القضاء الشرعي»

نشر في 04-09-2017
آخر تحديث 04-09-2017 | 19:26
مدينة رفح تظهر جنودا مصريين يقفون حارسا في برج المراقبة عبر الحدود بين غزة ومصر
مدينة رفح تظهر جنودا مصريين يقفون حارسا في برج المراقبة عبر الحدود بين غزة ومصر
بعد عقود من خروج الاحتلال الإسرائيلي من مستوطنة "ياميت" عروس البحر، لم يجد تنظيم "ولاية سيناء"، أحد أفرع تنظيم "داعش" الإرهابي، مكاناً أفضل من "قرية أبوشنار"، التابعة إدارياً لمركز "رفح" في شمال سيناء، ليواصل منه تحركاته كتنظيم إرهابي مسلح.

التنظيم مازال يواجه حملة أمنية وعسكرية منظمة من جانب قوات الجيش والشرطة، التي تشن حرباً ضد جماعات "سلفية" إرهابية مسلحة، في مناطق ومدن وقرى شمال سيناء، منذ عام 2013، من ناحية، وضد تنظيمات إسلامية أخرى، في العمق المصري من ناحية أخرى.

أبوشنار قرية كثيفة الزراعات، تقع على طريق فرعي بين مدينتي الشيخ زويد ورفح، وسكانها الأصليون هم من عدة قبائل أهمها "الرميلات"، وأخذت اسمها من انتشار طيور "الشنار" فيها.

وتتراص البنايات بشكل شبه منحدر، تتوسطها أطلال معبد يهودي، بقيت شاهدةً على قصة إخلاء المستوطنة، التي اضطرت إسرائيل إلى إخراج المستوطنين منها قسراً، بعد إقرار "اتفاقية السلام" بين مصر وإسرائيل في منتجع "كامب ديفيد" الأميركي، نهاية سبعينيات القرن الماضي.

ويقول سكان محليون إن عناصر التنظيم، قتلوا بالفعل بعض السكان، بدعوى تعاونهم مع قوات الأمن المصري، كما قاموا بفرض "القضاء الشرعي" تحت سطوة السلاح، مما دفع عدداً من سكانها إلى الرحيل إلى العريش، ومدن أخرى، خصوصاً بعدما انطلقت حملة أمنية غير مسبوقة، أنشأت "سواتر ترابية" عند مدخل القرية باتجاه الشيخ زويد، مما يعني إغلاق الطريق الفرعي الوحيد بين الشيخ زويد ورفح.

أغلبية سكان القرية هاجروا نظراً لاحتدام المعركة وسقوط القذائف والأعيرة النارية، بعدما نجحوا بصعوبة في نقل أثاث منازلهم إلى أقرب نقطة لتجمع السيارات، والاتجاه بهذا الأثاث إلى مدينة العريش، أو إلى محافظة الإسماعيلية، لتعود طيور الشنار إلى الهجرة مرغمة، لتدشِّن فصلاً جديداً في تاريخ قرية سيناوية مهاجرة.

يُشار إلى أنه خلال عقود ما بعد انتصار الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي، في "حرب أكتوبر 1973"، فشل المخطط الحكومي، الذي كان يقضي بإنشاء مدينة على أطلال "ياميت"، حيث تم جمع تبرعات لإنشاء ما عرف وقتها باسم "مدينة الفيروز"، عبر حملة رعتها مؤسسة "الأهرام" الصحافية، مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، إلا أن الحملة اختفت آثارها بمرور السنين، بعدما بلغت التبرعات، على حد أقوال شائعة مئات الآلاف من الجنيهات، لكن في تسعينيات القرن الماضي، قام جهاز "الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة"، بإنشاء مصنع لتعليب الخضراوات وعصير الزيتون، وسط "أبو شنار"، حيث كان الأهالي يقومون بتوريد منتجات زراعية للمصنع، إلا أن المصنع توقف عن العمل مع انطلاق الحرب ضد الإرهاب.

back to top