مصر : «الصحافة» تتصدى للأكاذيب بـ «مرصد الشائعات»
دورات تدريب بالتعاون مع النقابة... ومطالبات بضم المؤسسات الخاصة
في خطوة تستهدف مواجهة الشائعات التي تنفذ إلى الصحافة وتؤثر سلباً على الرأي العام، أعلن رئيس الهيئة الوطنية للصحافة في مصر، كرم جبر، تأسيس مرصد لمواجهة الشائعات والأكاذيب، خلال اجتماع لأعضاء الهيئة مطلع الأسبوع الجاري.فكرة مرصد الشائعات تتناغم مع مبادرة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر الشباب الأخير الذي عقد في مدينة الإسكندرية الساحلية، يوليو الماضي، بهدف تثبيت أركان الدولة، في حين أشار جبر، إلى أن "مرصد مواجهة الشائعات والأكاذيب" سيتألف من شخصيات عامة بالتعاون مع المؤسسات الصحافية القومية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، للتصدي لظاهرة الشائعات التي تستهدف زعزعة استقرار الدولة.من جانبه، قال عضو الهيئة الوطنية للصحافة، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، محمود علم الدين، إن دور مرصد الشائعات سيكون رصد وتجميع الشائعات المنتشرة في وسائل الإعلام وتحليلها واختيار أسلوب المواجهة المناسب لها.
وأضاف علم الدين، في تصريح لـ"الجريدة"، إن "المرصد جارٍ تنفيذه على أرض الواقع واستقدام عناصر بشرية وتوفير مكان وموارد مادية ليدخل حيّز التنفيذ، بعد تدريب عدد من الصحافيين المنتمين للمؤسسات الصحافية القومية للعمل بشكل منظم على مواجهة الشائعات"، موضحاً أن المرصد سيقتصر على صحافيي المؤسسات القومية فقط، من دون مشاركة المؤسسات الصحافية الخاصة والحزبية.وقال وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، عبدالله حسن، إنه تم الاتفاق على عقد سلسلة من الدورات التدريبية للصحافيين على كيفية مواجهة الشائعات، بالتعاون مع نقابة الصحافيين ووزارة التربية والتعليم ومجلس الوزراء، موضحاً أن كل مؤسسة صحافية سترشح عدداً من صحافييها للالتحاق بالدورات، للتدرُب على كيفية مواجهة الشائعات.وتابع عبدالله أن "هذه الدورات تستهدف تطوير محتوى المواقع الإلكترونية وتدريب الصحافيين على التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات إخبارية، بعدما أضحت منبراً لتداول الشائعات".صوب الاتجاه ذاته، سار رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، علي حسن، قائلا إن "الإعلام المصري عموماً يروِّج بشكل أو بآخر لأكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة، نظراً لافتقار القائمين عليه لأساسيات تنقيح الأخبار في ظل الحرب الإعلامية الشرسة التي تواجهها مصر من وسائل إعلام خارجية هدفها إسقاط الدولة".إلى ذلك، قال الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة، صلاح عيسى: "إنشاء مرصد للشائعات فكرة جيدة إذا نُفذت بشكل مدروس جيداً، بحيث يصبح لدينا مرصد واحد قوي يتابع ما ينشر في الصحف والمواقع الإخبارية، ويصحح الأخطاء ويواجه الشائعات أولاً بأول"، مضيفاً لـ"الجريدة" أن "الفكرة لا ينبغي قصرها على الجهات الصحافية المملوكة للدولة فقط، بل يجب توسيعها لتشمل كل الصحف والمواقع الخاصة".