«الحشد الشعبي» تستكمل تطويق حدود العراق
اختفاء غامض لعوائل «داعش» بالحويجة... و«حقوق الإنسان» تطالب بممرات آمنة
أعلنت هيئة الحشد الشعبي، أمس، استكمال الطوق الأمني حول حدود العراق الغربية، مؤكدة في الوقت ذاته تأمين مدن الفرات الأوسط وجنوبه.وقال المعاون التنفيذي لنائب رئيس الهيئة أبوعلي الكوفي، في تصريح صحافي، إن قوات الحشد "استكملت الطوق الأمني حول الحدود العراقية الغربية"، مبينا أن الحشد "بدأ خلال الساعات القليلة الماضية شق ساتر وخندق ترابي، ابتداء من الطريق الدولي شمالا وانتهاء بمدينة كربلاء المقدسة، استكمالا للخندق الذي تم إنشاؤه على امتداد الطريق الدولي، ابتداء من الرمادي شرقا، وانتهاء بطريبيل غربا مع الأردن".وأضاف الكوفي أنه "بذلك يكون الخندق الأمني، الذي يمتد من مدينة السماوة إلى الطريق الدولي، مرورا بمدينتي كربلاء والنجف، قد اكتمل"، مبينا ان "الساتر الذي بدأنا العمل به قبل أشهر، والبالغ طوله 150 كم، سيؤمن مدن الفرات الأوسط وجنوب الفرات".
في غضون ذلك، أفاد مصدر محلي بمحافظة كركوك، أمس، بأن ما أسماه بـ"حمى" التسليم الطوعي دون قتال تجتاح الحويجة.وقال المصدر إن "تحرير الموصل وبعدها تلعفر أسقط كل الركائز النفسية التي كان يعتمد عليها تنظيم داعش لرفع معنويات عناصره، حيث كسرت صورة دولة الخلافة التي لا تقهر"، مضيفا أن "حمى تسليم مقاتلي داعش أنفسهم للقوى الأمنية بشكل طوعي دون قتال اجتاحت الحويجة، وبدأت تتناقلها الألسن وبشكل علني دون محاذير".ولفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "موجة من خلافات حادة ثارت بين قادة الصف الأول في تنظيم داعش لوجود قيادات رافضة لمبدأ التسليم وأخرى مؤيدة له"، مبينا ان "العشرات من عوائل قادة ومسلحي التنظيم اختفت في ظروف غامضة من الحويجة ومحيطها، وسط أنباء بأنها خرجت صوب مناطق أخرى للهروب بحجة أنهم نازحون". وتعد الحويجة من أهم معاقل "داعش" في محافظة كركوك، التي سيطر عليها في يونيو 2014، وتجري التحضيرات اللازمة لتحرير القضاء.في السياق، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أمس، إلى توفير ممرات آمنة للمدنيين في الحويجة.وقالت المفوضية، في بيان، "انطلاقا من الدور الإنساني للمفوضية العليا لحقوق الإنسان، ومع قرب بدء عمليات تحرير قضاء الحويجة من سيطرة عصابات داعش الإرهابية، فإن المفوضية تطالب القوات الأمنية بضرورة المحافظة على حياة المدنيين، وتوفير ممرات آمنة لهم ولعوائلهم، تجنبا لوقوع خسائر أو إصابات بين صفوفهم جراء العمليات العسكرية، وتطبيق معايير حقوق الإنسان".وشددت على "أهمية تهيئة أماكن ومخيمات للعوائل النازحة، وتوفير المتطلبات الأساسية للسكن والمعيشة، بالتعاون مع كل الأطراف ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، وتجهيزها بالمعدات والوسائل الضرورية". وأعربت عن "كامل ثقتها بقدرة القوات الأمنية بجميع صنوفها على تحقيق النصر السريع والحاسم على عصابات داعش الإرهابية، وإنقاذ المدنيين من المعاناة اليومية وسوء المعاملة والانتهاكات الإنسانية لأكثر من سنتين".إلى ذلك، أفاد مصدر محلي في كركوك، أمس، بأن "داعش" فرض حظر تجوال جزئيا داخل الحويجة، بعد مهاجمة منزل مسؤول أمنيي التنظيم بقنبلة يدوية أسفرت عن إصابة احد أبنائه بجروح.في السياق، أفاد مصدر محلي في محافظة صلاح الدين، أمس، بحصول انسحابات جماعية لمسلحي تنظيم داعش من نقاط مرابطة في الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط شمالي المحافظة.وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "داعش يعيش حالة فوضى عارمة في الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط، خاصة بعد تنامي الخلافات بين قياداته العليا، وسط ارتفاع وتيرة النزوح الليلي لعوائل قادة ومسلحي التنظيم الى خارج الساحل، هربا من معركة مرتقبة لتحريره". (بغداد - وكالات)