عبدالله الشلاحي مواطن كويتي وموظف في وزارة الأوقاف، ومسماه الوظيفي طبعا ليس مؤذناً حتى إن كان مسمى واقعه مؤذنا في مالطا، مع الأسف الشديد هذا هو الدور الذي فرض حالياً على «بوفهد» مكرهاً لا بطلا. وأصل الحكاية أن «بوفهد» مدرب رياضي عمل هنا في تدريب الناشئين، وحصل على فرصة لتدريب منتخب الشباب في بلاد تسمى قيرغيزستان، هناك وقع عبدالله العقود وكانت مسيرته سهود ومهود، حيث أنشأ طاقماً تدريبيا يضم زميله الكويتي أيضا حمزة الصراف، طبعاً قيرغيزستان تنظر للمدربين الكويتيين في كرة القدم كأمراء الكرة المستديرة، لأنهم ينتمون إلى أعلى العائلات الأرستقراطية الرياضية في آسيا.
فكرة القدم الكويتية لها سمعتها، وعلى رأسها تاج أمجاد لا ريشة تاريخ في مهب ريح المصادفات، الكرة الكويتية أول من فتحت قلعة كأس آسيا من الدول العربية، وأول من وصلت طلائع سفنها إلى شواطئ الأولمبياد وكأس العالم، ومن يشكك في هذا ولو للحظة فليعلم رعاه الله أن الكويت هي أول وآخر منتخب ألغي هدف له في كأس العالم. (أرستقراطية دي ولا مش أرستقراطية يا متعلمين يا بتوع المدارس؟).ذهب عبدالله إلى قيرغستان على «بساط الربح»، فالتدريب واللعب خارجيا هو معادلة رياضية ناتجها الأول مفهوم «الاحتكاك»، والاحتكاك لمن لا يفهم في معادلات الكرة العالمية هو من جعل دول إفريقيا بالإضافة إلى أستراليا واليابان وكوريا وغيرها بعبعاً تخشاه تنانين القارات الأخرى، وهو أيضا فائدة «ببلاش» تدر على الدول منافع شتى بدون دفع فلس واحد. كان «بوفهد» وزميله الصراف يمكن أن يعودا لنا مستقبلاً بخبرة خارجية، تُضخ في مصانع الناشئين هنا لتشتغل آلات المواهب الكويتية من جديد، بالإضافة طبعاً إلى السمعة التي سننالها كدولة مصدرة للخبرات الرياضية بكرة القدم، ولكن هذا لم يحدث، والسبب أن مسيرة «بوفهد» تعثرت بحصاة صغيرة اسمها التفرغ الرياضي، وما أدراك ما التفرغ الرياضي؟! وعلى فكرة هذه الحصاة هي بنت أخ القشة التي كسرت ظهر البعير، ومن شابه عمته فما ظلم، هما الخالق الناطق شبه بعض، والفارق الوحيد بينهما أن البعير كسرت ظهره قشة، وشبابنا «كسروا فيهم ربعنا» عندما وضعوا الحصى في دولاب طموحهم، وحرموهم من مواصلة حلمهم القيرغيزي، ربما لأن البيروقراطية هنا لها أحكامها الحلمنتشية وورقة التفرغ رعى الله سطورها جـبلت على السنوات الضوئية، ولا يهز عقاربها ريح ولا حتى إعصار طموح كويتي وصل بدون مساعدة إلى أواسط آسيا، فشاء معشر البيروقراطيين أن يحولوه لمجرد زوبعة في فنجال أوراقهم وتواقيعهم وأختامهم! لك الله يا الشلاحي أنت وزميلك الصراف، وعظم الله أجركم في عقودكم وطموحكم، فالقوم هنا لم يكفهم أن رياضتنا موقوفة، فزادوا طين حالنا بلة لـ«يوقفوا» طموح شباب وضعت أوراق التفرغ مواهبهم على دكة الخذلان طوال «شوطي» مباراة الرياضة الكويتية.
مقالات
خارج السرب: «بوفهد» في بلاد القرغيز
06-09-2017