«عالم المعرفة»... أحد عناوين الكويت الأبرز!
منذ عقود، حين نكون في الخارج، يقابلنا الآخر العربي حين يعرف أننا من الكويت مرحباً بقوله: "مجلة العربي". فهناك أجيال وأجيال عربية كثيرة تربى وعيها الفكري والثقافي مع صفحات مجلة العربي منذ صدورها عام 1958، حتى أنها باتت تشكّل معلماً ثقافياً عربياً رفيعاً وصرحاً عالياً يجب المحافظة عليه، وتطويره وتقديمه بشكل عصري لافت لأي باحث أو زائر، لكونه مدرسة قائمة بذاتها، وربما كان هذا موضوعاً لزاوية قادمة.سلسلة "عالم المعرفة"، منذ صدور عددها الأول في يناير عام 1978، عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قدّمت نفسها بشكل جديد على القارئ العربي، سواء على مستوى الموضوع أو الشكل، أو قدرتها على ملاحقة وترجمة ونشر آخر مستجدات الفكر الإنساني، وأخيراً السعر الرمزي الذي يقع في متناول ميزانية القارئ العربي أينما كان. وسرعان ما غدت سلسلة "عالم المعرفة" مجلة المثقف والباحث والدارس العربي، وعنواناً ثقافياً كويتياً مشرفاً، يتوسط مكتبة أي شخصية ثقافية أو مكتبة رسمية. وبحكم عملي في المجلس الوطني لما يزيد على العشرين سنة، فإننا نعتز ونفخر بأن سلسلة "عالم المعرفة" من المجلات العربية القليلة جداً، وربما النادرة، التي تصل فيها نسبة المرتجع إلى الصفر، أي إن توزيعها في مختلف أقطار الوطن العربي يستنفد جميع الكمية المرسَلة من الكويت.خلال الأيام القليلة الماضية، وصلت إليّ أكثر من رسالة من بينها رسالة الصديق العزيز الكاتب البحريني أمين صالح التي تقول: "كل أعداد سلسلة عالم المعرفة بين عامي (1978-2017) على الرابط الإلكتروني والتحميل: سلسلة عالم المعرفة -Google Drive
أو https://drive.google.com/drive/folders/0B-eVUtt-Ola4a1RrSDVtdHNEdDQ جهد عظيم جداً وثروة ثقافية مهمة هذه الكتب الرائعة".ويضيف الصديق أمين: "مما يميز نسخ الـPDF هذه عن الكتب الأخرى أنها صادرة رسمياً عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وتمت كتابتها لتكون PDF كتابة لا صورة. وهذا يعني أنه بإمكان المتصفح أن يقوم بتظليل نص محدد، وبعد ذلك نسخه وقصه ولصقه في أي تطبيق آخر للتعامل معه. جميل ذلك ومفيد جداً".رسالة الصديق أمين صالح واحدة من رسائل كثيرة وصلت إليّ تشد وتشيد بهذا الجهد العربي الثقافي الكويتي الكبير، وما أسعدني في هذه الرسائل أنها جاءت من أصدقاء حول العالم، خاصة بعد أن عاشت أقطار الوطن العربي خلال العقدين الماضيين حروباً كريهة ومؤلمة، طردت أبناءها وجعلتهم يسكنون شتى بقاع العالم، وليس لهم من وصلٍ بالمنتج الثقافي العربي إلا النزر القليل، وبالتالي وفي وجود "الإنترنت"، ومحركات البحث يكون مشروع "عالم المعرفة" مشروعاً ثقافياً كويتياً عربياً بامتياز، لكونه يوفر للباحث والقارئ العربي، فرصة ثمينة للاطلاع المجاني السهل والمفيد على كامل أعداد السلسلة، وهذا مطلب غال، يعرف قيمته كل من يتعامل مع الحرف والكلمة والفكر.أذكر حديثاً دار بيني وبين الصديق الفنان العربي الكبير المرحوم نور الشريف، قال لي: "أعزّ ما في مكتبتي هو سلسلة من المسرح العالمي، منها تعلمت الكثير، ومن خلالها تكوّن جزء كبير من معرفتي بعالم المسرح".نعم، إصدارات دولة الكويت، منذ صدور "العربي" عام 1958، مروراً بسلسلة "من المسرح العالمي"، وتالياً إصدارات المجلس الوطني: سلسلة "عالم المعرفة"، و"عالم الفكر"، و"الثقافة العالمية" و"إبداعات عالمية" و"مجلة الفنون"، إنما تشكّل وجهاً مضيئاً وسفيراً دائماً لدولة الكويت، في مختلف أقطار الوطن العربي، لذا تأتي خطوة المجلس الوطني الرائعة بنشر أعداد سلسلة "عالم المعرفة" إلكترونياً وبإمكان تحميلها والاستفادة منها، لتكون هدية طيبة من الكويت إلى المثقف والدارس والقارئ العربي.