• برأيك، ما سبب الحالة المتردية لهيئة السكة الحديد؟
- السكة الحديد مرت عليها عقود متتالية من الإهمال وعدم الإحلال والتجديد، حيث كانت سياسة الحكومات تأجيل المشكلات، وبالتالي وصلت إلى مرحلة من شبه الانهيار في هذا المرفق الذي يمس حياة المواطن اليومية، وتراجع من الترتيب الثاني عالمياً ليستقر عند المركز الـ78.• ما أبرز المشكلات التي تعانيها السكة الحديد وكيف يمكن علاجها؟
- أولها الإدارة والفكر الذي يدير السكة الحديد، الذي يجب تغييره وإعادة هيكلة وتدريب العاملين بها البالغ عددهم 54 ألف موظف وعامل يتقاضون نحو ملياري جنيه سنوياً، فمن يستطيع تطوير نفسه يستمر في عمله، ومن لا يقدر على ذلك يحال إلى وظائف في وزارات أخرى حتى لا يشكلوا عبئاً على الهيئة، المدينة للدولة بـ55 مليار دولار، أما المشكلة الثانية فهي توفير سياسة التشغيل الآمن بتقليل عدد الرحلات اليومية التي تبلغ 936 رحلة، لا يسافر على بعضها سوى عدد قليل من الركاب، إلى جانب ضرورة خفض سرعة القطارات وهذا تم تنفيذه بعد حادث تصادم قطاري الإسكندرية، مع تغيير نظام «كهربة الإشارات» إلى النظام الإلكتروني غير المعتمد على العنصر البشري، ويجب استيراد جرارات جيدة بدلاً من تلك التي تعمل منذ 30 عاماً وتعرضت للتهالك، بشرط نقل التكنولوجيا وتجميعها داخل مصانع الإنتاج الحربي وعمل ورش لصيانة الجرارات، وتوفير قطع الغيار اللازمة لمدة 10 سنوات.• هل يتحمل المواطن جزءاً من مسؤولية تدهور هذا القطاع المهم؟
- بالفعل، فهناك سلوك عدواني للمواطن تجاه أصول السكة الحديد، من قطارات وبنية أساسية ومزلقانات وقضبان، فمصر لديها 4 آلاف مزلقان عشوائي، كما أن بعض المواطنين يرمون مخلفات البناء والقمامة على قضبان السكة الحديد، وهناك أسواق مقامة على القضبان.• مشاركة القطاع الخاص في إصلاح السكة الحديد هل يعد أحد الحلول؟
- أؤيد إدخال القطاع الخاص في السكة الحديد، لكن في قطاع النقل لا الركاب، فقطاع نقل البضائع مثلاً مهمل، وحال تشغيله سيدر دخلاً كبيراً يمكِّن السكة الحديد من الصرف على قطاع الركاب وتطوير البنية الأساسية، كما أن قطاع النقل سيخفف الأحمال المرورية عن الطرق التي تتسبب في تلفها وزيادة معدلات الحوادث وسيدر دخلاً كبيراً للنقل وللمستثمر، وبالنسبة لقطاع النقل، فالوزارة تحدثت عن مقدم الخدمة بمعنى إعطاء قطاع السكة لمستثمر خاص يدير المرفق لكن أصوله مملوكة للدولة، وهذا يعني عدم خصخصته، لكن دخول المستثمر في قطاع الركاب سيدفعه لرفع أسعار التذاكر لأنه سيضطر لاسترداد ما دفعه لتطوير القطاع، وهذا سيسبب مشكلة اجتماعية، لأن السكة يستخدمها 500 مليون مواطن سنوياً، 70 في المئة منهم من محافظات الصعيد، مما سيدفع المواطن إلى استخدام حافلات النقل العام والخاص، ويمكن أن يقع فريسة للاستغلال.• كيف ترى مشكلات مترو الأنفاق؟
- مشاكل المترو أقل وأسلوب الإدارة أفضل، فالمترو يستخدمه نحو 4 ملايين مواطن يومياً واكتمال الخط الثالث والرابع سيحد من الكثافات المرورية، وقرار إنشائه صائب حتى مع زيادة أسعار التذاكر.• كيف يمكن حل أزمة المرور؟
- هذا مرتبط بأمور كثيرة منها توسيع التخطيط العمراني، مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة والتخطيط العمراني للقاهرة في عام 2050.