قال التقرير الأسبوعي لشركة "كامكو" للاستثمار، إن الأسواق الخليجية اتخذت اتجاهاً مغايراً خلال شهر أغسطس الماضي، نظراً إلى العوامل الخاصة بكل سوق على حدة، إلى جانب موسم جني الأرباح كالعادة قبيل عطلة عيد الأضحى، حيث شهد سوقا السعودية والكويت عائدات إيجابية خلال الشهر على خلفية توقع تأهل هذين السوقين للانضمام إلى مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة الثانوية ضمن المراجعة السنوية للمؤشرات، التي سيتم الإعلان عن نتائجها بنهاية سبتمبر الجاري.

وحسب التقرير، ونتيجة لذلك، ارتفعت أنشطة التداول في السوقين مع تركيز المستثمرين على الأسهم القيادية الكبرى وخصوصاً الأسهم المصرفية.

Ad

وفي التفاصيل، شهدت بورصة قطر أعلى معدل تراجع شهري، وفي الوقت ذاته، كان أداء الأسواق العالمية مختلطاً في أعقاب اجتماع مسؤولي البنوك المركزية في جاكسون هول.

فمن جهة، افتقرت كلمة الاحتياطي الفدرالي لأي دلالات بخصوص خطوة رفع أسعار الفائدة المقبلة وأي تعليق على السياسات النقدية الأمر الذي دفع إلى تراجع الأسواق الأميركية في أعقاب الاجتماع.

من جهة أخرى، اتسم خطاب رئيس البنك المركزي الأوروبي بنبرة تفاؤلية بشأن الآفاق المستقبلية للمنطقة، وقال إن منطقة اليورو آخذة في التحسن على الرغم من تراجع معدلات التضخم، كما عكس الاجتماع تعافياً واسع النطاق على مستوى الاقتصاد العالمي، وإن كان في مراحله الأولية.

وشهدت بورصة الكويت أفضل أداء شهري على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي خلال أغسطس 2017 على خلفية ارتفاع التداولات على الأسهم القيادية، مواصلة الاتجاه، الذي شهدته خلال يوليو 2017. وانعكس ذلك على المكاسب، التي سجلها المؤشر الوزني بنسبة 4.2 في المائة، كما ارتفع مؤشر "كويت 15" بنسبة 4.4 في المئة، في حين شهد المؤشر السعري مكاسب هامشية بلغت نسبتها 0.6 في المئة.

وأدت تلك المكاسب إلى ارتفاع أرباح بورصة الكويت من بداية العام حتى تاريخه إلى حوالي 20 في المئة للمؤشر السعري و13.3 في المئة بالنسبة للمؤشر الوزني، فيما يعد الأعلى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لهذا العام.

وسادت المعنويات الإيجابية في الأسواق الكويتية من بداية موسم إعلانات أرباح الربع الثاني من عام 2017، حيث ارتفعت الأرباح المسجلة للأسهم المدرجة بالبورصة الكويتية خلال تلك الفترة بنسبة 14.5 في المئة.

وبعد أن سجل السوق السعودي أعلى نسبة تراجع خلال شهر يوليو 2017، ارتفع مؤشر تداول بنسبة 2.3 في المئة خلال أغسطس 2017 على خلفية الأداء القوي لأسهم قطاع البنوك، إضافة إلى الدعم الذي قدمه استقرار أسعار النفط مما عزز المعنويات الإيجابية للمستثمرين. وباحتساب تلك الأرباح يكون السوق السعودي قد حقق عائداً إيجابياً بنسبة 0.7 في المئة منذ بداية عام 2017 حتى تاريخه.

وتراجع المؤشر المرجعي لسوق أبوظبي للأوراق المالية خلال شهر أغسطس 2017 بعد أن شهد بعض التحسن خلال الشهر السابق. حيث تراجع مؤشر أبوظبي العام بنسبة 2.1 في المئة خلال الشهر عاكساً التراجع الشامل الذي أصاب أغلبية القطاعات الرئيسية، حيث تراوح تراجع مؤشري البنوك والعقارات في حدود 2 في المئة، في حين شهد مؤشرا قطاع التأمين والخدمات المالية وقطاع الخدمات تراجعاً أكبر بلغت نسبته 4.6 و8.5 في المئة على التوالي.

أما سوق دبي المالي، فقد شهد أداء مستقراً خلال الشهر مع ثبات مؤشر السوق دون تغير يذكر مقارنة بالشهر السابق ما أدى إلى تسجيل المؤشر نمواً بلغت نسبته 3 في المئة منذ بداية عام 2017 حتى تاريخه.

لكن على الرغم من ذلك، تراجعت أنشطة التداول بشدة نتيجة للعوامل الموسمية. حيث تراجع إجمالي كمية الأسهم المتداولة بنسبة 28 في المائة بتداول 3.7 مليارات سهم مقابل 5.1 مليارات سهم تم تداولها خلال الشهر السابق. وعاود السوق القطري تراجعه مرة أخرى خلال شهر أغسطس 2017 بعد أن أبدى بعض التحسن في يوليو 2017، وسجل مؤشر قطر 20 أسوأ أداء على مستوى الأسواق الخليجية في أغسطس 2017 بفقده نسبة 6.4 في المئة من قيمته. كما تراجع مؤشر بورصة قطر لجميع الأسهم بنسبة أعلى بلغت 6.9 في المئة بما يعكس الضغوط، التي شملت السوق عموماً، كما كان السوق القطري الأكثر تراجعاً من حيث أدائه من بداية العام حتى تاريخه بفقد مؤشر قطر 20 نسبة 15.7 في المئة من قيمته.

وتراجعت بورصة البحرين هي الأخرى خلال أغسطس 2017 متتبعة الاتجاه العام لأسواق الأوراق المالية الخليجية بما يسلط الأضواء على غياب الحافز، إضافة إلى جني الأرباح قبل فترة الأعياد، حيث تراجع المؤشر العام بنسبة 1.9 في المئة خلال الشهر نتيجة لضعف أداء قطاع الاستثمار والذي فقد 7.3 في المئة من قيمته.

وبعد خمسة أشهر متعاقبة من التراجع شهد مؤشر سوق مسقط تحسناً طفيفاً في أغسطس 2017، حيث سجل مؤشر مسقط 30 ارتفاعاً هامشياً بنسبة 0.6 في المئة خلال الشهر وأغلق عند مستوى 5.052.6 نقاط بعد أن سجل نمواً متواصلاً خلال النصف الثاني من الشهر.

وكانت الضغوط على المؤشر واضحة منذ بداية الشهر، حيث سجل المؤشر أدنى مستوياته على مدى 20 شهراً، وأغلق عند مستوى 4.889.28 نقطة قبل أن يتعافى خلال تداولات الأسبوعين الأخيرين.